الجمعة، 25 أكتوبر 2013

من هو الوالي الذي عيّنه الرسول صلى الله عليه وسلّم على مكة بعد الفتح؟

قبل أيام أثار أحد الأصدقاء على الفيسبوك نقطة للنقاش حول حق الولاية على المسجد الحرام، وهل يجب أن يخضع لنظام سياسي، هذا الأمر دفعني للبحث في موضوع غاية في الأهمية، موضوع لم يذكر لنا عنه شيء، ولم نسمع رجال الدين يتناولونه من قريب أو بعيد، وهذا الموضوع هو:

من هو الشخص الذي ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلّم على مكة بعد الفتح، وما هي الشروط التي استوفاها أو ميزاته التي تم بناء عليها هذا التعيين؟

للإجابة على هذا السؤال تصفحت العشرات من أمهات الكتب التي تناولت الموضوع وخلاصة ما وجدت أنّ شخصا اسمه عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي وهو ابن جويرية بنت أبي جهل، أسلم بعد الفتح وكان عمره عشرون عاما، ولاّه رسول الله على مكة بعد الفتح وخلف معه معاذ بن جبل وأبا موسى الأشعري يعلّمان الناس السنن والتفقه في الدين، أي مستشارين دينيين كما جرت العادة عند الحكام العرب من عهد العباسيين إلی أيامنا!

يصعب على العقل تصديق هذا الكلام، حتى وإن ذكرته  أمهات الكتب، فإجماع هذه الكتب علی أن الرسول عاد إلی المدينة بعد الفتح وأنه لم يولّ أحدا من أصحابه أو من كبار رجالات قريش الذي دخلوا في الإسلام وإنّما ولّی شابا صغيرا من بني أمية لم يمر علی اسلامه الا بضعة أيام ولا تكاد تذكره هذه الكتب في أي واقعة أخری لأمرٌ مثير للدهشة والاستغراب،  ويبدو جلّيا أن الكتب نقلت عن بعضها البعض ونقلت لنا تاريخا فيه الكثير من الأكاذيب.

السؤال هو: لماذا تمّ تلفيق مثل هذه القصة؟ وكم هو عدد القصة الملفقة في هذه الكتب التي كتبت قرونا بعد تاريخ حدوث تلك القصص؟

واللبيب بالإشارة يفهم

#العقل_زينة



للتأكد، إليكم بعض ما وجدت (مع ذكراسم الكتاب والرابط):

- "عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي، يكنى أبا عبد الرحمن. وقيل: أبو محمد. أسلم يوم فتح مكة واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على مكة عام الفتح حين خروجه إلى حنين" (الإستيعاب في معرفة الأصحاب المؤلف : ابن عبد البر http://bit.ly/1aJpbsV )

- "عتاب بن أسيد بن أبي العيص، أسلم يوم فتح مكة فحسن إسلامه واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على مكة فقال له: يا رسول الله أصحبك وأكون معك، فقال له: " أو ما ترضى بأن استعملتك على أهل الله "" ( أنساب الأشراف للبلاذري http://bit.ly/1aJpioi)

- "عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي ، وأمه أروى بنت عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، فولد عتاب بن أسيد عبد الرحمن وعتابا ، وأمهما جويرية بنت أبي جهل بن هشام بن المغيرة ، وأسلم عتاب بن أسيد يوم فتح مكة ، وغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى حنين يوم السبت لست ليال خلون من شوال سنة ثمان ، واستعمل على مكة عتاب بن أسيد يصلي بهم ، وخلف معاذ بن جبل وأبا موسى الأشعري يعلمان الناس السنن والتفقه في الدين ، وقال لعتاب : « أتدري على ما استعملتك ؟ » . قال : الله ورسوله أعلم . قال : « استعملتك على أهل الله »" (الجزء المتمم لطبقات ابن سعد http://bit.ly/1aJpsMy )

- "عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي، يكنى أبا عبد الرحمن، وقيل أبا محمد. أسلم يوم فتح مكة، واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على مكة عام الفتح في حين خروجه إلى حنين، فأقام للناس الحج تلك السنة وهي سنة ثمان، ولم يزل أميرا على مكة حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقره أبو بكر عليها، فلم يزل عليها إلى أن مات" ( تخريج الدلالات السمعية له (ص) من الحرف والصنائع والعمالات للخزاعي http://bit.ly/1aJpCDp )

- "وكان عتاب وقت تأمير رسول الله صلى الله عليه وسلم له في العشرين من عمره" (دروس للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي http://bit.ly/1aJpGmO )

- "عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية : إستعمله رسول الله {صلى الله عليه وسلم} على أهل مكة (قال له : ) إنطلق فقد إستعملتك على أهل الله يعني مكة فكان شديداً على (المنافقين) ليّناً للمؤمنين" ( الكشف والبيان / للثعلبى http://bit.ly/1aJpLqv )

- " فلما كان عام فتح مكة سنة ثمان استعمل النبي )ص( عتاب بن أسيد بن أبي العيص ابن أمية بن عبد شمس على مكة ومضى إلى حنين فغزا هوازن" ( أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار للأزرقي http://bit.ly/1aJpTGz )

- "منهم من أمره النبي صلى الله عليه وسلم واستعمله نائبا له كما استعمل عتاب بن أسيد أميرا على مكة نائبا عنه وكان من خيار المسلمين كان يقول : يا أهل مكة والله لا يبلغني أن أحدا منكم قد تخلف عن الصلاة إلا ضربت عنقه" (مجموع فتاوى ابن تيمية http://bit.ly/1aJpZ0I )

- أما ابن سعد في الطبقات فيذكر شخصا آخر اسمه "هبيرة بن شبل" ولاه الرسول صلى الله عليه وسلم يوم الفتح ثم ولى بعده عتاب قبل الحج: " لما خرج النبي صلى الله عليه و سلم إلى الطائف في عام الفتح استخلف على مكة هبيرة بن شبل بن العجلان الثقفي فلما رجع من الطائف وأراد الخروج إلى المدينة استعمل عتاب بن أسيد على مكة وعلى الحج سنة ثمان" (الطبقات الكبرى لابن سعد http://bit.ly/1aJqdVS )

استنادا إلى هذا الحديث: " أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُرَّةَ ، حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : " لَمَّا خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الطَّائِفِ فِي عَامِ الْفَتْحِ اسْتَخْلَفَ عَلَى مَكَّةَ هُبَيْرَةَ بْنَ شِبْلِ بْنِ الْعَجْلانِ الثَّقَفِيَّ ، فَلَمَّا رَجَعَ مِنَ الطَّائِفِ وَأَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَى الْمَدِينَةِ اسْتَعْمَلَ عَتَّابَ بْنَ أُسَيْدٍ عَلَى مَكَّةَ وَعَلَى الْحَجِّ سَنَةَ ثَمَانٍ " ."  المصدر: http://bit.ly/1aJqckO




للمتابعة
على تويتر: https://twitter.com/Safwat_Safi
على الفيسبوك: https://www.facebook.com/safwat.safi
على جوجل +: https://plus.google.com/u/0/114044892980825575911/posts