الأربعاء، 15 أبريل 2015

بنو إسرائيل أم طواحين هواء



شأن أي شخص مهتم بالقضية الفلسطينية، يشغل باله بالتفكير في حلّ عقدها وتصوّر حلول لها، لطالما شغلني اسم إسرائيل، وتساءلت كثيرا هل يربط الصهاينة الذين يحتلون فلسطين أي رابط ببني إسرائيل تلك القبيلة التي ورد ذكرها في التوراة، وخاطبها القرآن بلغة عربية، فمن يحتلون فلسطين لا يربطهم ببعضهم إلا الدين اليهودي والفكر الصهيوني، والتنوّع السكاني لهؤلاء الصهاينة يشمل مختلف جهات العالم، فمنهم الأوروبي والأمريكي والإفريقي والعربي والآسيوي، فأي رابط يمكن أن يربط هؤلاء جميعا بقبيلة واحدة اسمها: بنو إسرائيل؟


العارف بالشأن الفلسطيني، يعرف جيّدا أن هدف الصهيونية الأول الذي خطّه بلفور في وعده المشؤوم، وجسده قرار التقسيم كان اقامة وطن قومي لليهود (وليس لبني إسرائيل) وأن تكون قومية هذه الدولة هي اليهودية (وليس الإسرائيلية) ورغم ذلك اختار لها الصهاينة إسم "إسرائيل"!

ومن جهة أخرى صار في حكم العرف تقريبا أن القضية الفلسطينية هي صراع ديني يخوضه أهل الرباط ضد اليهود من بني إسرائيل بناء على تفسير آيات سورة الإسراء التي تقول: "وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا"


وبما أن الآية تتحدث عن بني إسرائيل، والتفسيرات أجمعت على أن آيات سورة الإسراء تتحدث عن فلسطين، فيحق للعاقل أن يسأل أين ذهب بنو إسرائيل؟ ومن هم الآن؟ وهل توجد علاقة بين الصهاينة الذين يحتلون فلسطين وقبيلة بني إسرائيل التي يتحدث عنها القرآن؟ وهل حقا ينطبق التفسير على الواقع؟

قمت ببحث بسيط لأعرف من هم بنو إسرائيل الذين خاطبهم النص القرآني، فرجحت أغلب الكتب أنهم قبائل سكنت يثرب وخيبر وغيرها، ويقول الأصفهاني في كتاب الأغاني: "فكان ممن يسكن المدينة حين نزلها الأوس والخزرج من قبائل بني إسرائيل بنو عكرمة وبنو ثعلبة  وبنو محمر وبنو زغورا وبنو قينقاع وبنو زيد وبنو النضير وبنو قريظة وبنو بهدل وبنو عوف وبنو القصيص".


أي أنهم قبائل تسكن أرضا عربية، تعمل بالتجارة والزراعة وتتحدث اللغة العربية، وظهر منها شعراء كثر ينظمون القصائد باللغة العربية وأشهرهم السموأل ، ويخاطبها القرآن أيضا بلغة عربية، فعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن أغلب التفاسير تقول أن الشاهد المقصود في الآية العاشرة من سورة الأحقاف هو عبد الله بن سلام بن الحارث من بني قينقاع:



وأن  صفية بنت حيي بن أخطب من بني النضير التي اصطفاها رسول الله صلى الله عليه وسلّم لنفسه يوم خيبر كما ورد في كثب الأثر والصحاح هي أيضا من بني إسرائيل.

فكيف اختفت هذه القبائل العربية من مسرح الأحداث والتاريخ؟ وما الذي يربطهم بمن يحتل فلسطين الآن؟


لقد بحثت كثيرا عن إجابة لهذا السؤال، وتصفحت عشرات المراجع العربية والمواقع على الشبكة العنكبوتية، وباختصار شديد كانت النتيجة، أن القبائل اليهودية الثلاث الأشهر والتي تنتمي إلى بني إسرائيل وهي بنو قريظة وبنو قينقاع وبنو النضير كان مآلها بالشكل التالي:

- بنو قريظة وبإجماع أمهات الكتب قام المسلمون بقتل كل رجالهم وسبي نسائهم بعد الخندق

- بنو قينقاع تم ترحيلهم إلى أذرعات

- بنو النضير تم نفيهم إلى خيبر ثم أخرجهم عمر بن الخطاب من الجزيرة إلى أذرعات


ولاقتفاء أثرهم بحثت عن مكان أذرعات، فكان إجماع كل الكتب التي بحثت فيها دون أي خلاف: أن أذرعات هي درعا الشام، وتذكر أغلب هذه المراجع أنهم هلكوا فيها، دون ذكر أية تفاصيل.


لم يكن هذا الكلام مقنعا بالنسبة لي، وتساءلت لماذا تتحول كلمة أذرعات إلى درعا؟ ولماذا الشام؟ لكني لم أجد في الكتب طرحا بديلا، وتركت أمر هذا البحث، لبعض الوقت.

وبعد عدة أسابيع، كنت أقود السيارة وكان تردد المذياع كالعادة مضبوطا على إذاعة بي بي سي، وكانت تعيد بث حلقة مسجلة لبرنامج العلامة حسن الكرمي "قول على قول"، وفكرة هذا البرنامج تقوم على  إرسال المستمعين للكرمي بأبيات من الشعر ويسألون عن قائلها وعن  المناسبة التي قيلت فيها، وكان سؤال تلك الحلقة:

من القائل:

فَلَو أَنَّ ما أَسعى لِأَدنى مَعيشَةٍ  *** كَفاني وَلَم أَطلُب قَليلٌ مِنَ المالِ


ويجيب الكرمي كما هو مذكور في التسجيل أعلاه أن البيت من قصيدة لامرئ القيس مطلعها "ألا عِمْ صَبَاحاً أيّهَا الطّلَل البالي...." ثم يضيف وبها أبيات مشهورة ومنها:

تنوَّرتها من أذرعات وأهلها ... بيثربَ أدنى دارها نظرٌ عالي


وما أن سمعت كلمة "أذرعات" حتى أوقفت السيارة يمينا وأدرت زر الصوت إلى آخره وأصغت السمع حتى آخر الحلقة، وكدت أصرخ مثل أرخميدس "أوريكا أوريكا"، وفور وصولي إلى المنزل فتحت حاسوبي، وبدأت عملية البحث مجددا عن أذرعات، بحثت عن القصيدة، وتفاجأت أن كل الكتب التي تذكر القصيدة وتشرح أبياتها تقول أن أذرعات بالشام، أصبت ساعتها بخيبة أمل وشعرت أني لن أفك هذا اللغز، فكيف تكون خيبر قرب يثرب وأذرعات في الشام، ولماذا يتغزل شاعر نجدي بحبيبة في يثرب من الشام؟

لكن خيبتي لم تدم طويلا، تذكرت أن الرحالة الهمداني  (280- بعد 336هـ) في كتاب صفة جزيرة العرب يذكر معظم أسماء الوديان والجبال والأماكن في الجزيرة العربية، فقررت البحث في هذا الكتاب الرائع، وفعلا وجدت أذرعات في جملة للهمداني يقول فيها: " فأما أريك الأبيض بضم الألف فبناحية نخلة وأوعال وأذرعات وبطن ذي عاج" كما هو موضّح في الصورة أدناه:

من كتاب صفة جزيرة العرب - مطبعة الارشاد- الطبعة الأولى - ص 290


فماك كان علي إلا أن أبحث عن هذه الأماكن: أريك، نخلة، أوعال وبطن ذي عاج، ومتالع


ولم يكن ذلك بالأمر العسير، فبمجرد وضع هذه الأسماء على محرك البحث حتى ظهرت النتائج وأفضل مما توقعت، فقد أتاحت لي الشبكة العنكبوتية:
- صورا لهذه الأماكن
- خرائط تشمل هذه الأماكن
- مدونات لرحلات زارت هذه الأماكن
- مقالات لكاتب إسمه عبد الله بن صالح العقيل عن جبال منطقة القصيم
- وكتاب من عدة مجلدات إسمه: معجم بلاد القصيم للعبودي، وهو كتاب تفصيلي لجغرافيا منطقة القصيم

وكانت النتائج على الشكل التالي:

جبل أريك: جبل في بلاد غطفان وإسمه الآن ريك، جنوب غرب القصيم ويقع شمال جبل ماوان كما يصفه عبد الله بن صالح العقيل في هذا المقال  ، ويصفه العبودي في كتابه في الصورة التالية:
إحداثياته:  25°21'25.56" 41°15'28.77"


وغطفان: بنو غطفان قبيلة عربية كبيرة من قبائل الجاهلية وصدر الإسلام وهي واحده من جماجم العرب الكبرى سكنوا بادية نجد والحجاز جهة وادي القرى وبوادي المدينة المنورة.



معجم بلاد قصيم للعبودي ص 1088-1089


هجرة نخلة: وبجانبها جبل أم فرقين كما يصفها عبد الله بن صالح العقيل على هذا الرابط:
وإحداثيات جبل فرقين هي: 25°11'6" 43°24'44.01"

جبل فرقين قرب هجرة نخلة

ذي عاج: وإسمه الآن عاج ويقع عند هجرة بلغة على الحدود الإدارية للقصيم مع منطقة المدينة، وبطن ذي عاج غرب الجبل، والصورة المرفقة من كتاب معجم بلاد القصيم للعبودي.
إحداثياته:  24°56'38.28" 41°40'41.81


من كتاب معجم بلاد قصيم للعبودي ص 1519-1520


جبل عاج أو ما كان يعرف قديما بذي عاج


متالع: واسمه بحسب عبد الله بن صالح العقيل هو جبل أم سنون كما يشرح على هذا الرابط:
إحداثياته: 25°20'56" 43°21'26.01"


جبل أم سنون الذي كان يعرف بمتالع



أما أوعال فلم أعثر على مكان بهذا الإسم، لكن في بيت شعر أورده العبودي في كتابه معجم بلاد القصيم يقول:

من بطن ذي عاج رعال كأنها **** جراد يباري وجهه الريح مطنب

 وشرح رعال بأنها: جماعات


طبعا لم أجد مكانا بجانب هذه الجبال المتجاورة اسمه أذرعات، لكني وجدت جبلا آخر اسمه جبل درعان بقرب قرية اسمها درعه كما هو موضح في الصورة المرفقة من كتاب معجم بلاد القصيم.
إحداثياته: 25°22'16" 43°33'3.99"


من كتاب معج بلاد القصيم للعبودي ص 954


صورة علوية لجبل درعان قرب درعه من جوجل إيرث
ووبوضع علامات الإحداثيات السابقة بأسمائها على تطبيق جوجل إرث أو خرائط جوجل سنحصل على الصورة التالية:

حيث ستظهر تلك الأماكن متجاورة ضمن منطقة القصيم شرق المدينة المنوّرة (بالنقر على الصورة يمكن مشاهدتها بحجم أكبر):

جبال: درعان وعاج ومتالع وفرقين شرق المدينة المنورة


ولمن يريد التحقق من هذه النتائج، سيجد روابط كل ما سبق ذكره في آخر هذه المقالة.

طبعا بعد هذه البحوث والقراءات، صارت عندي قدرة على البحث بشكل أكثر دقة، واكتشفت عندها أن أذرعات هذه وردت في كثير من الشعر الجاهلي والأموي وكتب المؤرخين كما سأبيّن أدناه:

يقول امرؤ القيس الشاعر النجدي :

ألا أيها البرق، الذي بات يرنقي ****  ويجلو دجى الظّلماء، ذكّرتني نجدا
وهيّجتني من أذرعات وما أرى ****  بنجد على ذي حاجه، طربا بعدا
ألم تر أن الليل يقصر طوله **** بنجد، وتزداد الرياح به بردا؟


وقال الشاعر الجاهلي بشر بن أبي خازم الأسدي من نجد:

كأن مدامة من أذرعات **** كميتا لونها كدم الرعاف



وقال أبو عُبَيْدة: كان عقبة بن زهير بن أبي سلمى يشبب بسلمى، احدى نساء بني الجُلَيح، فتوعدوه فقال:

أتذهب سلمى في النهار فلا ترى *** وبالليل أيم حيث شاء يشيب
المت بنا من أذرعات فسلمت *** من الليل أو رؤيا المنام كذوب

وبنو جليح بطن من بطون بني مطير كما يذكر صاحب هذا المقال على الرابط ، الذي يتحدث عن قبيلة غطفان التي سكنت المنطقة التي نتحدث عنها ومبينة في صورة جوجل أعلاه.



وقد اشتهرت أذرعات بخمرها في الشعر, فقال الشاهر الجاهلي المخضرم أبو ذؤيب الهذلي:

فما إن رحيق سبتها التجا ... ر من أذرعات فوادي جدر

وقال:
فما فضلة من أذرعات هوت بها ... مذكرة عنس كهادية الضحل


وقال أيضا:
مشعشعة من اذرعات هوت بها ... ركاب وعنتها الزقاق وقارها


وقال الشاعر الأموي من المدينة المنوّرة كثيّر عزة :

وما قرقف من أذرعات كأنها ... إذا نزلت من دنها ماء مفصل

وقال الشاعر الأموي النجدي جرير :

أقلي اللومَ عاذِلَ والعتابَا ... وقولي إن أصبتُ لَقد أصابَا
أجدَّك ما تذكر عهدِ نجدٍ ... وحَيّاً طالما انتظروا الإيابَا
بلىَ فارفضَّ دمْعُكَ غير نَزْرٍ ... كما عَيَّنْتَ بالسرَب الطبابَا
وهاجَ البرق ليلةَ أذرعاتٍ ... هوى ما تستطيع لهُ طلابا

ويقول ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ على هذا الرابط:

"وتثاقل في سيره خوفاً أن ترجع القرامطة إليه؛ وأما هم فإنهم ساروا حتى نزلوا أذرعات، وساروا منها إلى بلدهم الأحساء، ويظهرون أنهم يعودون".

وذلك في حديثه عن حملة المعز لدين الله ضد القرامطة الذين ساروا من أذرعات متجهين إلى الأحساء وهي منطقة تقع جنوب شرق اللملكة العربية السعودية.


 ويقول البلاذري في كتابه فتوح البلدان: "وأهل أذرعات وأهل مقنا ، وكان أهلها يهودا ، فصالحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ربع غزولهم وثمارهم وما يصطادون على العروك"

فتوح البلدان للبلاذري ص 55
وفي حديث مقطوع (على هذا الرابط): حَدَّثَنَا عَمْرو الناقد ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْن وهب المصري ، عن يونس بْن يزيد ، عَنِ ابْن شهاب الزهري ، قَالَ : أنزلت في كفار قريش والعرب وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ سورة البقرة آية 193 وأنزلت في أهل الكتاب قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ إِلَى قوله صَاغِرُونَ سورة التوبة آية 29 فكان أول من أعطى الجزية من أهل الكتاب أهل نجران فيما علمنا ، وكانوا نصارى ، ثُمَّ أعطى أهل أيلة وأذرح، وأهل أذرعات الجزية في غزوة تبوك .


يمكن مما فات استنتاج أن أذرعات التي لجأ إليها بنو قينقاع وبنو النضير والتي يضعها الرحالة الهمداني قرب أريك وذي عاج وتالع من بلاد غطفان والتي بجوارها جبل إسمه درعان قرب قرية إسمها درعه، وأذرعات هذه هي التي تغنى بها وبخمورها شعراء نجديون من نفس المنطقة في الجاهلية وبعد الإسلام، ويذكرها مؤرخون  في عملية مطاردة نحو الأحساء جنوب شرق السعودية وترد في حديث عن دفع الجزية في غزوة تبوك قبل فتح الشام، ليست إلا مكانا يقع جنوب غرب القصيم وشرق المدينة المنوّرة، داخل الجزيرة العربية.

وبالتالي وبناء على المراجع العربية الآنفة الذكر فالمرجحّ هو أن بني قينقاع وبني النضير لم يخرجوا من الجزيرة العربية، وعلى الأغلب فقد ذابوا في قبائلها خاصة إن هم أعلنوا إسلامهم تماشيا مع التغيرات السياسة والدينية والإجتماعية التي طرأت مع انتشار الإسلام، مما يجعل احتمال انتساب أي شخص ذو أصول  من الجزيرة العربية لبني لإسرائيل أمرا واردا.

ولا يجب أن ينزعج أحد من ذلك لعدة أسباب:

- أن بني إسرائيل قبيلة من قبائل الجزيرة العربية وتزوج الرسول صلى الله عليه وسلّم منها زوجته صفية بنت حيي بن أخطب.

- عملا بنص الآية: "تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ"   البقرة (141)

- واعتمادا على ما سبق فلا علاقة لهم بما يحدث في أيامنا في فلسطين



وعليه يجب التفكير في القضية الفلسطينية داخل الاطار التالي:

- اليهود الصهاينة الذين يحتلون فلسطين الآن لا علاقة لهم بقبيلة بني إسرائيل العربية
- اليهود الصهانية الذين يحتلون فلسطين لا يملكون أي حق ديني في فلسطين وأنها ليست أرض ميعاد لأحد
- اليهود الصهاينة الذين يحتلون فلسطين يجب أن يعرفوا أنهم تورطوا في أكبر كذبة في التاريخ
- اليهود الصهاينة الذين يحتلون فلسطين اغتصبوا أرضا ليست لهم وشردوا أصحاب الأرض دون أي وجه حق
- القضية الفلسطينية ليست إلا قضية احتلال، ولا يمكن أن تكون بأي شكل صراعا دينيا
- أرض فلسطين حق مطلق للشعب الفلسطيني يجب استعادته كاملا غير منقوص.


ولا بدّ من وضع النقاط على الحروف، لنتمكن من قراءة الوضع بشكل أوضح:
- فيجب أن يكون من أبجديات التعامل مع القضية الفلسطينية التمييز بين شيئين مختلفين: قبيلة بني إسرائيل والديانة اليهودية، فاليهودي البولندي ليس من بني إسرائيل تماما كما هو الحال لمسلم نيجيري أو أندونيسي فهو ليس من قبيلة قريش.
- بنو إسرائيل قبيلة قديمة عاشت في الجزيرة العربية وكانت بعض قبائلها موجودة في المدينة المنوّرة في فجر الإسلام واختفت بحسب المرويات العربية في مكان إسمه أذرعات بالقصيم، وإن دلّ ذلك على شيء فهو على الأرجح أنهم عاشوا وذابوا في قبائل الجزيرة العربية.
- بعيد عن حسن النوايا أو سوئها، حدثت عمليات تزوير كبيرة في التاريخ قام بها رجال دين ومؤرخون من مختلف الأديان والخلفيات خدمة لمصالح سياسية واقتصادية، أنتجت تاريخا مشوها وجغرافيا مزوّرة، يدفع ثمنها الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة حروبا وتشردا ودمارا.
- الكيان الصهيوني الذي يسمى "إسرائيل" ليس له علاقة بأي شكل من الأشكال بقبيلة بني إسرائيل.


إن إصرار البعض  على تصوير ما يحدث في فلسطين والمنطقة (ودون الاعتماد على أي أساس علمي) على أنه يندرج ضمن صراع ديني تنبأ به رجال دين في عصور سابقة إنما يورطنا في خيوط شبكة  من المزاعم والأكاذيب أوهمتنا أننا فرسان حق ديني نصارع عدوا موجودا وغير موجود، لا نحارب ولا ننتصر لكننا واثقون من النصر، تماما مثل الدون كيخوتي دي لا مانتشا (الدون كيشوط) يعيش في وهم كتب الفروسية يصارع طواحين الهواء ولا يصارعها.

الدون كيخوتي ساقطا على الأرض في معركة غير ناجحة مع طواحين الهواء


لكن في آخر الجزأ الثاني من رواية الأديب الإسباني ميغيل دي ثيربانتس سابيدرا  يعود الدون كيخوتي لرشده ويُسقط أوهام تلك الكتب من رأسه، فهل سنعود نحن يوما إلى رشدنا ونرى الواقع على حقيقته ونعثر على الطريق الصحيح لتحرير كل فلسطين؟






المراجع:

قصيدة امرؤ القيس: http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=14325

شرح بيت امرؤ القيس: تنورتها من أذرعات.... من موقع المكتبة الشاملة: http://shamela.ws/browse.php/book-11825/page-88
شرح بيت امرؤ القيس في خزانة الأدب للحموي: http://islamport.com/w/adb/Web/2858/477.htm

من تفسير القرطبي: تيممتها (7) من أذرعات وأهلها * بيثرب أدنى دارها نظر عال : http://islamport.com/w/tfs/Web/1179/1912.htm

من كتاب الأنساب للصحاري: مضى الباقون إلى الشام، فنزلوا اذرعات، وقر الثنية... http://islamport.com/w/nsb/Web/491/234.htm

من كتاب جامع البيان في تأويل القرآن للطبري: http://islamport.com/w/tfs/Web/43/1897.htm

من كتاب شرح ابن عقيل: http://islamport.com/d/3/lqh/1/91/1163.html

هلكوا في أذرعات: ( زاد المعاد - ابن القيم الجوزية): http://islamport.com/w/qym/Web/3188/399.htm

قبائل بني إسرائيل في يثرب من كتاب الأغاني للأصفهاني: http://islamport.com/w/adb/Web/2848/8359.htm

قبائل بني إسرائيل من كتاب تاريخ ابن خلدون: http://islamport.com/w/tkh/Web/912/849.htm

قصة صفية بنت حيي في صحيح البخاري: http://islamport.com/w/mtn/Web/3007/3935.htm


مختصر ما آلت اليه قبائل يثرب من بني اسرائيل: http://www.shiaweb.org/books/zawjat_alnabi/pa17.html

ذكر أهل أذرعات في كتاب أحكام أهل الذمة لابن قيم الجوزية: http://islamport.com/d/2/fqh/2/2/2.html


ذكر أذرعات في كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر (http://islamport.com/d/1/srh/1/48/1753.html)

ذكر أذرعات في كتب الدر المنثورلليسوطي : (http://www.islamport.com/b/1/tfaseer/%C7%E1%CA%DD%C7%D3%ED%D1/%C7%E1%CF%D1%20%C7%E1%E3%E4%CB%E6%D1/%C7%E1%CF%D1%20%C7%E1%E3%E4%CB%E6%D1%20087.html)


تفسير ابن كثير: (http://www.islamport.com/b/1/tfaseer/%C7%E1%CA%DD%C7%D3%ED%D1/%CA%DD%D3%ED%D1%20%C7%C8%E4%20%DF%CB%ED%D1_1/%CA%DD%D3%ED%D1%20%C7%C8%E4%20%DF%CB%ED%D1%20066.html)


من تهذيب سيرة بن هشام: شعر عن بني النضير وأذرعات (http://islamport.com/d/3/tkh/1/90/2122.html)


ابن الأثير : عن أذرعات ثم هلكوا! (http://islamport.com/d/3/tkh/1/42/606.html)


تقرير عن رحلة فريق الصحراء إلى جبل ماوان: http://alsahra.org/?p=25

مدونة عبد الله بن صالح العقيل عن جبال القصيم: http://abdullah-alageel.blogspot.com


رابط تحميل كتاب معجم بلاد القصيم بصيغة مضغوطة: http://download1591.mediafire.com/teb7l2t6wbbg/9ise4v7mlv3v6c3/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%AC%D9%85+%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%BA%D8%B1%D8%A7%D9%81%D9%8A+%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF+%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-+%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF+%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D9%8A%D9%85.rar

رابط تحميل كتاب صفة جزيرة العرب للهمدان يبصيغة مضغوطة:  http://dc398.4shared.com/download/E0YqPFiV/___-_.rar?tsid=20150414-074950-b7122633&lgfp=2000

زاد المعاد : (http://islamport.com/d/1/ser/1/17/175.html)

موقع المواقع الجغرافية في المملكة العربية السعودية: http://sa.geoview.info/

موقع خرائط جوجل للذهاب لمواقع الإحداثيات: https://maps.google.com




للمتابعة
على تويتر: https://twitter.com/Safwat_Safi
على الفيسبوك: https://www.facebook.com/safwat.safi
على جوجل +: https://plus.google.com/u/0/114044892980825575911/posts