سأتناول في الأسطر التالية قصة سيدنا سليمان عليه السلام مع ملكة سبأ تماما كما جاءت في القرآن، وسأتبع كل آية بشرح بسيط (مع أن الآيات لا تحتاج لذلك) وقد اعتمدت في معاني الكلمات على قواميس لسان العرب ومقاييس اللغة والصحاح في اللغة والقاموس المحيط والعباب الزاخر، وكلها موجودة على هذا الرابط (http://www.baheth.info/) :
وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ النمل (15) -
وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ النمل (15) -
أعطى الله داوود وسليمان علما، وحمدا الله على ما فضلهما به على المؤمنين.
وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ النمل (16) -
وورث سليمان ملك داوود وأعلن للناس أنه علّم منطق الطير وأنه أوتي من كل شيء وأن هذا هو الفضل المبين
وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ النمل (17) -
وحشر لسليمان جنود من الجن والإنس والطير فهم لا يغادرون
حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ النمل (18) -
حتى إذا أتوا مكانا اسمه واد النمل أي مكان فيه نمل، قالت نملة مخاطبة النمل أدخلوا مساكنكم، حتى لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون
فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ النمل (19) -
فتبسّم سليمان ضاحكا من قولها وقال ألهمني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين (هذا دعاء نبي)
وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ النمل (20) -
وتفقد الطير الذين من ضمن جنوده، وسأل مالي لا أرى الهدهد هل هو موجود أم غائب عن الجيش
لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ النمل (21) -
سأعذبه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو يقدم عذرا مبينا لغيابه
فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ النمل (22) -
فانتظر أو لبث غير بعيد أي وقتا غير طويل، فقال الهدهد أحطت بما لم تحط علما وجئتك من مكان اسمه سبإ بخبر أكيد
إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ النمل (23) -
لقد وجدت أن لهم ملكة ولقد أوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم (هذا الخبر فيه تفخيم لهذه الملكة وومدح لها)
وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ النمل (24) -
ولقد وجدها هي وقومها يسجدون للشمس دون الله وهم يعتبرون ذلك عملا حسنا لأن الشيطان زين لهم أعمالهم ولن يهتدوا إلى غير ذلك
أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ النمل (25) -
ألا يسجدوا لله الذي يخرج الغيب في السماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون
اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ النمل (26) -
الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم
قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ النمل (27) -
قال سليمان سأرى أن كنت صادقا أم أنت تكذب بهذا الخبر
اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ النمل (28)
أمر سليمان الهدهد بأن يحمل كتابا فيه رسالة، ولا بد هنا من تخيل حجم الكتاب الذي يستطيع طائر بحجم الهدهد حمله ومن ثمّ القاءه، وأن يلقي الكتاب إليهم ثم يتولى عنهم فينظر ماذا يرجعون
قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ النمل (29) -
قالت الملكة يا أيها الملأ ألقي إلي كتاب كريم، ويبدو أنه كتب بلغة تعرفها الملكة، ( فإما أن تكون اللغة واحدة، أو أن سليمان كتب الكتاب بلغة الملكة، وهذا يعتمد إن كان نظام الترجمة معمولا به وقتها) فقرأتها وقالت
إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ النمل (30) -
إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم
أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ النمل (31) -
أن لا تعلو علي وأتوني مسلمين، وهذه رسالة قوية قصيرة جدا وربما ذلك بسبب حجم الكتاب الذي يستطيع هدهد حمله
قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ النمل (32) -
أدركت الملكة قوة الرسالة، وهول الأمر، فطلبت المشورة، حتى يكون القرار مشتركا
قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ النمل (33) -
فكان رأيهم أنهم أولو قوة وبأس شديد في الحرب، وتركوا الأمر لها
قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ النمل (34) -
فكان رأيها أن الملوك إذا دخلوا قرية (القرية لغةً مكان اجتماع الناس، وهذا يجعل من معناها القرآني مختلفا عن المعهود في زماننا وهو التجمعات السكانية الريفية الصغيرة على عكس المدن) أفسدوها وأذلوا أعزتها وهذا يعكس الوضع السياسي لتلك الفترة
وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ النمل (35) -
فقررت إرسال هدية مع مرسلين، وستنتظر بماذا سيرجعون، ويمكن اطلاق العنان للخيال هنا لتصور أي هدية تلك التي أرسلتها ملكة لسليمان لجعله يغير رأيه بشأن قدومهم إليه مسلمين، أو حتى لا يدخل القرية كما يفعل الملوك، وهنا يجب التوقف قليلا عند كلمة "إليهم" فعن أي ملوك تتحدث الملكة هنا، فمن كان مع سليمان، وما هو شكل نظام الحكم في مملكته؟
فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آَتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آَتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ النمل (36) -
لم يعجب سليمان عدم انصياع قوم سبأ لأمره بالاتيان مسلمين، وإرسالهم هدية وهو الذي قد آتاه الله خيرا مما آتاهم وإن كانوا بما آتاهم يفرحون.
ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ النمل (37) -
أمر سليمان المرسلين بالعودة، واخبار قومهم بأنهم سيأتيهم بحنود لم يقابلوا مثلهم من قبل، وأنه سيخرجهم منها أذلة وهم صاغرون تماما كما خشيت ملكتهم.
قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ النمل (38) -
هذه الآية هنا تخبر مجازا أن قوم سبأ استسلموا لسليمان وأنهم انصاعوا لأمره وكانوا في طريقهم له، وفي هذا الوقت سأل الملأ من حوله من يأتيه بالعرش قبل أن يأتوه مسلمين.
قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ النمل (39) -
فقال عفريت من الجن أنه يستطيع أن يأتيه به قبل أن يقوم من مقامه
قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ النمل (40) -
وقال الذي عنده علم من الكتاب أنه يأتيه به قبل أن يرتد إليه طرفه (وقد اختلف الكثير من المفسرين فيها) لكن الواضح أن المقصود هو احضار العرش بسرعة عالية، وفي وقت أقل من الوقت اللازم لمغادرة مجلسه، وقد فعل من عنده العلم ذلك (رغم أنه لم يقل أنه عليه قوي أمين مثل العفريت من الجن) لكن سليمان رأى العرش مستقرا عنده، فشكر الله على فضله الذي لولاه لما تمكن له ذلك
قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ النمل (41) -
قال نكّروا أي غيروا لها عرشها ليرى إن كانت ستعرفه أم لا
فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ النمل (42) -
فلما جاءت ملكة سبأ قيل لها أهكذا عرشك،فقالت كأنه هو وقد ارتابت في الأمر. فأبلغوها أنهم أوتوا العلم من قبلها وأنهم كانوا مسلمين
وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ النمل (43) -
وهي قد منعها ما كانت تعبد من دون الله، إنها كانت من قوم كافرين.
قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ النمل (44) -
قيل لها ادخلي الصرح (القصر أو البناء العالي) ويبدو أن ذلك حدث في مكان آخر غير مكان تجمع الجيش، لأنها رأته بعد رؤية العرش، ولو كان في مكان تجمع الجيش لرأته قبل العرش، فلما رأته حسبته لجّة (من كثرة الماء) وكشفت عن ساقيها (أي رفعت ثوبها حتى لا يصيبه البلل) فقال لها إنه صرح ممرد (طويل أو مملس) من قوارير (زجاج) فقالت ربي إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين.
سأعيد القصة باختصار كما جاءت في القرآن (ولن أخوض في تحليل ما تحمله من معان عميقة):
سليمان نبي ورث الملك عن أبيه، وعُلّم منطق الطير، له جيش محشور من الإنس والجن والطيور لا يغادرونه، عندما مرّ بمكان اسمه وادي النمل سمع نملة تخاطب النمل بالدخول إلى المساكن خشية جيشه، وتبسم سليمان من ذلك ضاحكا، ثم تفقد الطير في جيشه، فوجد أن الهدهد غائب، فغضب وتوعد إن لم يكن عند الهدهد حجة بيّنة لغيابه فسيعاقبه عقابا شديد، ولم يلبث كثيرا حتى جاء الهدهد بخبر يقين لا يعرفه سليمان، عن قوم لا يسجدون لله وتملكهم امرأة لها عرش عظيم، فأمر سليمان الهدهد بحمل رسالة تأمر هؤلاء القوم بالقدوم إليه مسلمين، فقرأت الملكة الرسالة دلالة على أن اللغة التي كتبت بها الرسالة هي على الأغلب لغة مشتركة، واستشارت قومها في الأمر، فنصحوها بالرفض لأنهم أولو بأس في الحرب ولا يخافون، لكنها اختارت أن تفاوض فأرسلت هدية، وبعض رفض الهدية قررت الاستسلام، حتى لا تذل هي وقومها، وأثناء ذهابها إلى سليمان، طلب من الملأ من حوله أن يحضروا له عرشها الذي وصفه الهدهد بالعظيم قبل وصولهم وهو ما قد قام به أحد هذا الملأ والذي أوتي علما من الكتاب، فلما وصلت الملكة، سألوها أهكذا عرشك، فأجابت كأنه هو، ولما أخذها سليمان إلى صرح كشفت عن ساقيها ظنا منها أنها ستسير على الماء، فقال لها أنه من القوارير، وأسلمت بعد ذلك مع سليمان.
سأعيد القصة باختصار كما جاءت في القرآن (ولن أخوض في تحليل ما تحمله من معان عميقة):
سليمان نبي ورث الملك عن أبيه، وعُلّم منطق الطير، له جيش محشور من الإنس والجن والطيور لا يغادرونه، عندما مرّ بمكان اسمه وادي النمل سمع نملة تخاطب النمل بالدخول إلى المساكن خشية جيشه، وتبسم سليمان من ذلك ضاحكا، ثم تفقد الطير في جيشه، فوجد أن الهدهد غائب، فغضب وتوعد إن لم يكن عند الهدهد حجة بيّنة لغيابه فسيعاقبه عقابا شديد، ولم يلبث كثيرا حتى جاء الهدهد بخبر يقين لا يعرفه سليمان، عن قوم لا يسجدون لله وتملكهم امرأة لها عرش عظيم، فأمر سليمان الهدهد بحمل رسالة تأمر هؤلاء القوم بالقدوم إليه مسلمين، فقرأت الملكة الرسالة دلالة على أن اللغة التي كتبت بها الرسالة هي على الأغلب لغة مشتركة، واستشارت قومها في الأمر، فنصحوها بالرفض لأنهم أولو بأس في الحرب ولا يخافون، لكنها اختارت أن تفاوض فأرسلت هدية، وبعض رفض الهدية قررت الاستسلام، حتى لا تذل هي وقومها، وأثناء ذهابها إلى سليمان، طلب من الملأ من حوله أن يحضروا له عرشها الذي وصفه الهدهد بالعظيم قبل وصولهم وهو ما قد قام به أحد هذا الملأ والذي أوتي علما من الكتاب، فلما وصلت الملكة، سألوها أهكذا عرشك، فأجابت كأنه هو، ولما أخذها سليمان إلى صرح كشفت عن ساقيها ظنا منها أنها ستسير على الماء، فقال لها أنه من القوارير، وأسلمت بعد ذلك مع سليمان.
ليس عسيرا على أي عقل أن يدرك من القصة السابقة أن الحيز الجغرافي الذي حدثت فيه القصة هو صغير نسبيا، فلا يمكن للطير أن يغادر الجيش لمسافة طويلة، ولا يمكنه أن يحمل كتابا لمسافة طويلة أيضا، وضرورة احضار عرش في أسرع وقت ممكن قبل وصول المستسلمين يدل على قصر المسافة الفاصلة بين الطرفين.
فإن كانت سبأ المذكورة في القصة هي سبأ اليمن فهذا يدل أن القصة حدثت هناك، وإن كانت سبأ هذه في مكان آخر، فهذا يعني أن القصة حدثت في مكان آخر، لكن في النهاية يجب التنويه لنقطة مهمة وهي أنه لم يرد عن الحضارات اﻹغريقية والمصرية والآشورية والبابلية ذكر لدولة قوية توسطت هذه الامبراطوريات تشبه مملكة سليمان التي وصفها القرآن، في حين أنه يمكن استيعاب أن مملكة سليمان كانت في بلد مثل اليمن القديم الذي كان يزخر بالمملكات الصغيرة، وآثار اليمن تخبر الكثير عن هذا التاريخ.
و #العقل_زينة
للمتابعة
على تويتر: https://twitter.com/Safwat_Safi
على الفيسبوك: https://www.facebook.com/safwat.safi
على جوجل +: https://plus.google.com/u/0/114044892980825575911/posts
أنا ارى أن سليمان هو الرجل الغامض الذي جاء بالعرش وليس رجلا آخر، والهاء في "أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك" فتعود على سليمان نفسه، أما الكاف فتعود على العفريت. وكأنه حوار حصري بين سليمان والعفريت. فسليمان وداوود من قبله هما اللذان آتاهما الله علم الكتاب، وهو الوحيد في المجمع الذي يملك قدرة التحكم في الريح.
ردحذفمكافحة الحشرات ابوظبي
ردحذفمع شركتنا تستطيع الحصول على مكافحة الحشرات ابوظبي بأفضل صورة حيث اننا نعمل على استخدام افضل السموم والمبيدات الحشرية نحن افضل شركة مكافحة الحشرات في ابوظبي معنا تستطيع الوصول الي افضل النتائج
افضل شركة مكافحة الحشرات في ابوظبي
https://www.smartcareae.com/arabic/pest-control-abu-dhabi/