السبت، 11 أغسطس 2018

موشيه دايان لص اﻵثار الذي سرق آلاف القطع اﻷثرية الفلسطينية والمصرية


مدينة دير البلح تقع جنوب مدينة غزة وهي مدينة عريقة جدا وبها الكثير من المواقع الأثرية، ويعتبرها من أسقطوا الرواية التوراتية على جغرافيا فلسطين من المناطق التي كانت خاضعة للفلسطينيين الذي قدموا من البحر واستوطنوا هذه الأرض.


بعد حرب الأيام الستة قامت عالمة الآثار الصهيونية ترود دوثان من الجامعة العبرية بالتنسيق مع وزارة الدفاع على دراسة  موقع دير البلح اﻷثري على مدى سنوات، وقد كشفت في تقاريرها عن كثير من الآثار الثمينة التي تم العثور عليها في هذا الموقع.

ترود دوثان

موقع دير البلح اﻷثري

هذه الآثار تشمل: عشرات من التوابيت الطينية ذات غطاء على شكل وجه وهي شبيهة جدا بالتوابيت المصرية القديمة. هذه التوابيت شبيهة بتوابيت أخرى تم العثور عليها في مطلع القرن العشرين في بيسان، وأخرى تم العثور عليها في تل الفرح جنوب قطاع غزة وفي تل دوير جنوب غرب القدس، ومؤخرا في زرعين في مرج ابن عامر وسحاب قرب العاصمة الأردنية عمان
أحد توابيت دير البلح



توابيت دير البلح



واحد من توابيت بيسان

غطاء تابوت عُثر عليه في تل الفرح جنوب غزة
تابوت عُثر عليه في زرعين في مرج ابن عامر

غطاء تابوت عُثر عليه في سحاب جنوب عمّان




تم العثور أيضا في زرعين في مرج ابن عامر شمال  فلسطين على ختم من العقيق كان موضوعا على خاتم من ذهب، الختم عليه رسومات ونُقش عليه إسما آمون رع ورمسيس الثاني.

ختم من العقيق


وفيها أيضا تماثيل أوشبتي وهي تماثيل تشبه المومياوات كانت توضع في المقابر المصرية القديمة بملامح تشبه  ملامح المتوفى.
تمثال أوشبتي





وفي مقابر الموقع عُثر على تابوت كان به هيكلان عظميان لرجل وامرأة متعانقان، وأطلق على هذا التابوت إسم تابوت روميو وجولييت، وقد احتوي على قلائد ومعلقات ذهبية عى شكل سعف النخيل، ومجوهرات من الذهب والعقيق والخرز والمرمر، وملعقة كانت تستخدم للتجميل على شكل فتاة عارية تسبح، وهي شبيهة بمعالق تحمل ذات الشكل وتم العثور عليها في أماكن مختلفة من مصر.


تابوت روميو وجولييت
من محتويات القبر

ملعقة مصرية قديمة


كما عثر على قطع من ابو جعل أو الجعران المصري القديم وهي قطع من السيراميك 
خضراء اللون عل شكل خنفسة الروث كان قدماء المصريين يصنعونها للزينة.
أبو جعل



هذا الموقع الأثري يعود للفترة ما بين القرنين الثالث عشر والحادي عشر ق.م أي للفترة التي يزعم فيها التوراتيون والصهاينة حدوث خروج لبني إسرائيل من مصر وغزو لأرض كنعان.


عبر مشاهدة هذه الآثار يمكن بكل بساطة إيجاد العلاقة التي تربط هذه الآثار بمصر  القديمة.
 يقول كثير من علماء الآثار الصهاينة ويؤيدهم في ذلك كثير من علماء الآثار  الغربيون، أن فلسطين كانت تابعة لمصر القديمة وأن عاصمتها الإدارية كانت في غزة. وبالتالي فإن قصة الخروج تصبح قصة مستحيلة!



سواء كانت هذه التوابيت لموظفين مصريين من الطبقة الحاكمة أو كانت لأثرياء من المنطقة فهي من دون شك تؤكد تلك العلاقة بين هذه المنطقة ومصر القديمة بالإضافة إلى أن وجود توابيت أخرى جنوب القدس وفي بيسان ومرج ابن عامر وقرب العاصمة الأردنية، في نفس زمن الخروج والغزو الإسرائيلي يجعل من حدوث القصة التوراتية في هذه المنطقة أمرا مستحيلا. 


لكن لقصة موقع دير البلح جانب آخر، فدير البلح ليست فقط شاهدة على تاريخ مختلف، ولكنها أيضا شاهدة على إحدى أكبر حوادث سرقة الآثار التي عرفتها المنطقة والتي قام بها رئيس الأركان الصهيوني في العدوان الثلاثي ووزير الدفاع في حرب 67: موشيه ديان. 

موشيه دايان




يقول موشيه دايان في كتابه الحياة مع الكتاب المقدسّ: لم أكن مطمئنا فقط بإسرائيل التي أستطيع أن أراها وألمسها، لكني أتوق لإسرائيل الآيات الخالدة وأسماء الكتاب المقدّس وأردت أن تصبح ملموسة أيضا" 

من كتاب موشيه دايان


المؤرخ الفلسطيني سليم المبيض وثق أن الاحتلال الإسرائيلي دخل في عام 1956 لشهور قليلة واحتل القطاع، وأول ما فعله البحث عن الآثار وسرقتها، وبعد عام 1967 أصبحت هذه السرقات سياسة ينتهجها الاحتلال. 


من توابيت دير البلح




كان موشيه ديان يقوم بالحفر بنفسه، وقد سرق عشرات الآلاف من القطع الأثرية من مختلف المناطق في فلسطين، وأكبر كمية من المسروقات جمعها من سيناء في الفترة التي تلت حرب 67، وكان موشيه ديان يستغل منصبه كوزير للدفاع فقد استخدم سلاح الجو في مهمة أطلق عليها إسم عملية الحجر لنقل مسلّات مصرية من سيناء إلى حديقة منزله ، التي كان يفتخر بأنها تجمع هذا الكم الهائل من القطع الأثرية. 


موشيه دايان في حديقة منزله التي تعجّ باﻵثار المسروقة



ومن الصور الشهيرة التي تجمع موشيه ديان ببن غوريون صورة بن غوريون وهو يزور ديان في المستشفى بعد تعرض للإصابة أثناء قيامه بعمليات حفر من منطقة يازوْر قرب يافا، وله صورة تم نشرها في مجلة التايم الأمريكية تجمعه بتوابيت دير البلح.

بن غوريون يعود دايان في المشفى بعد تعرضه للإصابة أثناء عمليات حفر لسرقة آثار


وله صورة تم نشرها في مجلة التايم الأمريكية تجمعه بتوابيت دير البلح. 





يقول عالم الآثار الإسرائيلي “أفيس غورون” المسؤول عن الحفريات في سيناء بين عامي 1978 و 1982 “أن موشي دايان كان يعطي الأوامر بالتدمير الكامل للمواقع الأثرية بعد سرقتها بحيث يستحيل تقويم الأهمية التاريخية لهذه المواقع، ويحمّل كثير من علماء الآثار عالمة الآثار ترود دوثان التي كانت مسؤولة عن التنقيب في دير البلح المسؤولية الأخلاقية عن ما حدث من تخريب ونهب في الموقع بصفتها عالمة آثار كان الأجدر بها أن تخبر بشكل محايد وموضوعي عن ما حدث في دير البلح بدل التغاضي عنه وقد سمى البعض ما حدث بفضيحة دير البلح. 

موشيه دايان




بعد وفاة موشي ديان عام 1981 باعت زوجته قسماً من الآثار المسروقة لمتحف إسرائيل بقيمة مليون دولار، فيما وهبت القسم الآخر للمتحف أيـضاً وسمّته “مجموعة موشي دايان الأثرية” تحت عنوان (عودة الإنسان إلى وطنه) ضمت نماذج مما سرقه من مختلف المناطق الفلسطينية والمصرية ومن بينها 22 تابوتا من دير البلح. بالطبع الإسم الذي أطلق على المجموعة يوضح التوظيف السياسي والفكري والتاريخي لهذه السرقة، وقد أثار ذلك سخط وسخرية الآثاريين الإسرائيليين ومن بينهم أمينة متحف إسرائيل السابقة رفقة مرخاف ، التي قالت بسخرية هل دير البلح وطن ديان؟ كان الأجدر أن تسمى المجموعة آثار الفلسطيني في وطنه. 

من كتاب "ما بين الماضي والحاضر" لنيل سيلبرمان


وقد سخر اهارون كمبيسكي أحد الأثاريين الإسرائيليين من عرض المسروقات في متحف إسرائيل بالقول :هذا من اغرب الأمور التي تحدث في دولة إسرائيل، فبدل من أن تذهب المسروقات إلى مركز الشرطة، ذهبت إلى متحف إسرائيل. 

توابيت دير البلح


ومؤخرا عُرض في 'متحف إسرائيل' في القدس تابوتان مصريان من خشب الجميز، كانا بحوزة موشيه ديان، وظلا لسنوات في أقبية المتحف، إلى حين تم ترميمهما وعرضهما في المتحف. 


تابوتان مصريان قديمان كانا بحوزة موشيه دايان


هذه اﻵثار تروي قصة هذه المنطقة ، وهي قصة مختلفة حتما عن القصة التوراتية التي أُسقطت عليها.

في انتظار إعادة كتابة تاريخ المنطقة بناء على آثارها....




مصادر: 


















هناك تعليقان (2):

  1. مقال جيد ولكن نود أن نعرف المصادر لهذه المعلومات لزيادة الفائدة والمعرفه لأننى أقوم بالبحث في نفس الموضوع يتضمن بحثي الآثار التي استولى عليها ديان من مصر وسوريا وفلسطين .. وشكرا

    ردحذف
  2. dr.abdelmaksoud53@gmail.com
    أرجو الرد

    ردحذف