كان الجميع يشيد بدورهم، بحمايتهم للثورة، بوقوفهم مع شعبهم، ولم أكن قادرا على تصديق ذلك، كنت مع الذين رأوا أن في ذلك التفافا على الثورة، كان صعبا عليّ أن أصدق أن جيشا يقف على الحياد بين شعب وطاغيته، بين شعب وعصابات تابعة لوزارة داخلية الطاغية تطلق النار على الشعب الأعزل وهو يقف على الحياد. كنا نسمع خبرا من هنا ومن هناك عن مكالمات هاتفية مطوّلة بين وزير الدفاع الاسرائيلي ووزير الدفاع الأمريكي ووزير الدفاع المصري حينها، وما كنا نعرف نصدق أم نكذب، إلى أن حانت اللحظة الحاسمة، المخلوع يتنحى والبيان يقرأه نائبه واللواء يضرب التحية للشعب... نقطة سنعود للسطر
هم حماة الثورة، هم الخط الأحمر، لا تتطاولوا عليهم، هكذا قال الكثيرون ممن طالت لحاهم أو من اتسعت ذمتهم، اسكتوا فهناك اعلان دستوري لأجلكم، ستستفتون عليه فوافقوا، وفعلا تمت الموافقة عليه بنسبة كبيرة ، ورغم أن المجلس العسكري اعتبر هذا الاستفتاء عليه هو لا على الاعلان الدستوري لكن لأول مرة يفرح المصري للون الحبر على أصابعه، فقد كانت به رائحة ديموقراطية
أجمل ما في حماية الثورة أنه كان حماية أيضا لأعوان النظام السابق: واتجهت الحماية في اتجاه آخر، طائرة تقتاد المخلوع إلى شرم الشيخ ثم إلى مستشفاها العالمي، وتدارت شخصيات النظام عن الأنظار وأُسدل الستار عنهم ولم توجه لهم أية تهم، وكأنهم قد غادروا المسرح ليعودوا إليه في فصول أخرى قادمة
وطبعا الكل يذكر كم حاول جلادو النظام السابق التملص من جرائمهم، فهنا أقسام تحرق وهناك أوراق تتلف وفي هذا البيت أوذاك من بيوت أهل الشهداء ملتح يقدم الدية باسم الدين في مشهد أقل ما يقال عنه: حق يبرؤ به مجرم، وما من جهة توقف هذا الهزل وترفع شعار سيف القسط فوق الجميع
ولا أحد ينسى الفتن الطائفية التي كانت توقد، من بناء كنيسة إلى اسلام أمرأة مسيحية ثم تختفي، تقوم الدنيا ولا تقعد ويخرج الناس مطالبين بأختهم، وتصبح هذه المواضيع الشغل الشاغل للشاشات والصحف والناس وسرعان ما تتلاشى هذه القصص، لكن للأسف بعد أن تأخذ معها الكثير من الدماء والوقت، دون أن يُعرف من أوقدها أو لما لم تتخذ اجرارءات حقيقية صارمة لايقافها من بدايتها
طبعا من حماية الثورة أن يصبح للشعب مجلسان واحد للشعب وآخر للشورى، وعلى الجميع المشاركة، ستعد العدة لانجاح هذه الانتخابات، السباق حماسي ومثير، ودور العبادة صارت مراكز للدعاية الانتخابية وتمت الانتخابات وقبل الجميع بنتيجتها، لأنها تعكس ارادة شعبية، ولم يكن أحد يعلم أن اول مجلس للشعب والنابع من انتخابات شهد الجميع بنزاهتها سيلغى ويعود التشريع بعدها للمجلس العسكري، في مشهد متواصل لحماية المجلس عفوا لحماية الثورة
ولا أحد يستطيع أن ينسى حماية المجلس للدولة من العديد من الجواسيس الذين كانوا يجوبون الشوارع يلتقطون الصور ويحصلون على أسرار الدولة من أفواه العامة على المقاهي، وان لم تصدقوا فاسألوا الخبراء الاستراتيجيين كيف يحمي المجلس الثورة من الجواسيس، وأيضا كيف يحميها من المنظمات التي تعمل بتمويل أجنبي مشكوك في أمره وخصوصا أنه آت من العدوة أمريكا التي لا تعطي أموالا لأحد بحسن نية وبالتالي كان يجب اغلاق مكاتب هذه المنظامت وتحويلها للقضاء الذي كانت أبوابه الخلفية متصلة بخرطوم يصل إلى باب طائرة، مشهد عجز الخبراء الاستراتيحيون على شرحه، لكن المهم أن الحماية مستمرة
واستوجبت الحماية أيضا أن يبدأ سباق الرئاسة حتى تسلّم الرئاسة لرئيس منتخب، وحتى يكون المشهد أكثر اثارة وجب ادخال الشخصيات التي توارت عن الأنظار إلى المسرح ثانية، نائب الرئيس السابق، ورئيس الحكومة السابق، وكله طبعا في سياق حماية الثورة، البعض يصيحون هؤلاء فلول يجب أن يعزلوا، والبعض الآخر لم يبال في مشهد لا يمكن وصفه الا بالصفقة، وفعلا حدث ما لم يكن في حسبان أحد، نتيجة لم يتوقعها أعتى المحللين والمتابعين: رئيس الحكومة السابق في الاعادة، لكن لا تخشوا فقد أكد المجلس على حمايته للثورة، وسيتضح ذلك بعد أيام في محاكمة القرن
يوم احتبست فيه الأنفاس، انتظرته أمهات الشهداء، يوم العدالة المنشودة، بدأت جلسة النطق بالحكم، وربما لأول مرت تضمن الحكم المكتوب بخط اليد كما قال القاضي مقدمة أطول من الحكم نفسه، المخلوع ووزير داخليته يحصلان على المؤبد ويحصل مساعدو الوزير وأبناء المخلوع على البراءة، حكم وصفه الجميع أنه سياسي لا يمت للقانون بصلة. تعالت الأصوات في المحكمة وخارجها: الشعب يريد تطهير القضاء، لكن جولة الاعادة على الأبواب، والرئاسة أهم من العدالة عند البعض، لكن للأمانة أحد المرشحين وعد بتشكيل لجنة تحقيق لاعادة محاسبة كل من أجرم
وقبيل الانتخابات ، وفي توقيت حساس وخطير، تحتبس الأنفاس مجدد لسماع الحكم في قضيتين مختلفتين، الأولى لتطبيق العزل على المرشح الرئاسي القادم من كنف النظام السابق، وآخر للبت في دستورية ثلث مجلس الشعب المنتخب من الشعب، وجاء الحكم صادما للدنيا كلها: مجلس الشعب باطل كله باطل ليس الثلث فقط، وعزل مرشح النظام السابق أيضا باطل، وهنا مهمة حماية الثورة استوجبت ، أن يتحول التشريع إلى المجلس العسكري وأن يعيّن لجنة في ديوان الرئاسة وأن يصدر اعلانا دستوريا مكمّلا يتماشى مع الظروف التي فرضها القانون، فالرئيس القادم لا سلطة له على الجيش، ولا يملك قرار الحرب، والدستور القادم ولجنته التأسيسة تخضعان لمعادلة متعددة الأطراف يصعب السيطرة عليها
وجاء هذا الاعلان الدستوري قبيل اعلان النتائج لتفسد فرحة كل من رغبوا في اسقاط مرشح النظام السابق، لكن للأمانة فقد أعلن المجلس العسكري أنه سيسلّم السلطة في آخر الشهر للرئيس المنتخب الكاملة صلاحياته الا مما انتقص منها في الاعلان الدستوري المكمّل في حفل سيقام بهذه المناسبة . وحينها سيزاح حمل حماية الثورة عن كاهل المجلس، الا اذا استدعت الظروف استمرار الحماية مدة أطول، حينها سيكون المجلس مضطرا للحماية مدة أطول الله أعلم كم ستمتد
ثورة 25 يناير شهد لها العالم كله أنها كانت أجمل وأرقى الثورات في التاريخ، فهذ الثورة السلمية قامت ضد عشرات السنين من الظلم وأحكام الطوارئ وسلطة جلادي النظام، وسرقة أموال الشعب وامتهان كرامته، هذه الثورة أيها المجلس لم تقم على شخص مبارك، بل على نظام عاث في مصر فسادا عشرات السنين، فلا تحموا الثورة من مبارك بل احموها من نظامه الذي أنتم أنفسكم أحد أركانه، فهل تستطيعون حماية الثورة منكم؟
اتركوا الثورة تحقق أهدافها ولا تقفوا عائقا في طريقها، فإن كنتم لا تستطيعون فخلوا عنكم واجب الحماية، لهذه الثورة شعب وللشعب رب يحميه
كان الجميع يشيد بدورهم، بحمايتهم للثورة، بوقوفهم مع شعبهم، ولم أكن قادرا على تصديق ذلك، كنت مع الذين رأوا أن في ذلك التفافا على الثورة، كان صعبا عليّ أن أصدق أن جيشا يقف على الحياد بين شعب وطاغيته، بين شعب وعصابات تابعة لوزارة داخلية الطاغية تطلق النار على الشعب الأعزل وهو يقف على الحياد. كنا نسمع خبرا من هنا ومن هناك عن مكالمات هاتفية مطوّلة بين وزير الدفاع الاسرائيلي ووزير الدفاع الأمريكي ووزير الدفاع المصري حينها، وما كنا نعرف نصدق أم نكذب، إلى أن حانت اللحظة الحاسمة، المخلوع يتنحى والبيان يقرأه نائبه واللواء يضرب التحية للشعب... نقطة سنعود للسطر
هم حماة الثورة، هم الخط الأحمر، لا تتطاولوا عليهم، هكذا قال الكثيرون ممن طالت لحاهم أو من اتسعت ذمتهم، اسكتوا فهناك اعلان دستوري لأجلكم، ستستفتون عليه فوافقوا، وفعلا تمت الموافقة عليه بنسبة كبيرة ، ورغم أن المجلس العسكري اعتبر هذا الاستفتاء عليه هو لا على الاعلان الدستوري لكن لأول مرة يفرح المصري للون الحبر على أصابعه، فقد كانت به رائحة ديموقراطية
أجمل ما في حماية الثورة أنه كان حماية أيضا لأعوان النظام السابق: واتجهت الحماية في اتجاه آخر، طائرة تقتاد المخلوع إلى شرم الشيخ ثم إلى مستشفاها العالمي، وتدارت شخصيات النظام عن الأنظار وأُسدل الستار عنهم ولم توجه لهم أية تهم، وكأنهم قد غادروا المسرح ليعودوا إليه في فصول أخرى قادمة
وطبعا الكل يذكر كم حاول جلادو النظام السابق التملص من جرائمهم، فهنا أقسام تحرق وهناك أوراق تتلف وفي هذا البيت أوذاك من بيوت أهل الشهداء ملتح يقدم الدية باسم الدين في مشهد أقل ما يقال عنه: حق يبرؤ به مجرم، وما من جهة توقف هذا الهزل وترفع شعار سيف القسط فوق الجميع
ولا أحد ينسى الفتن الطائفية التي كانت توقد، من بناء كنيسة إلى اسلام أمرأة مسيحية ثم تختفي، تقوم الدنيا ولا تقعد ويخرج الناس مطالبين بأختهم، وتصبح هذه المواضيع الشغل الشاغل للشاشات والصحف والناس وسرعان ما تتلاشى هذه القصص، لكن للأسف بعد أن تأخذ معها الكثير من الدماء والوقت، دون أن يُعرف من أوقدها أو لما لم تتخذ اجرارءات حقيقية صارمة لايقافها من بدايتها
طبعا من حماية الثورة أن يصبح للشعب مجلسان واحد للشعب وآخر للشورى، وعلى الجميع المشاركة، ستعد العدة لانجاح هذه الانتخابات، السباق حماسي ومثير، ودور العبادة صارت مراكز للدعاية الانتخابية وتمت الانتخابات وقبل الجميع بنتيجتها، لأنها تعكس ارادة شعبية، ولم يكن أحد يعلم أن اول مجلس للشعب والنابع من انتخابات شهد الجميع بنزاهتها سيلغى ويعود التشريع بعدها للمجلس العسكري، في مشهد متواصل لحماية المجلس عفوا لحماية الثورة
ولا أحد يستطيع أن ينسى حماية المجلس للدولة من العديد من الجواسيس الذين كانوا يجوبون الشوارع يلتقطون الصور ويحصلون على أسرار الدولة من أفواه العامة على المقاهي، وان لم تصدقوا فاسألوا الخبراء الاستراتيجيين كيف يحمي المجلس الثورة من الجواسيس، وأيضا كيف يحميها من المنظمات التي تعمل بتمويل أجنبي مشكوك في أمره وخصوصا أنه آت من العدوة أمريكا التي لا تعطي أموالا لأحد بحسن نية وبالتالي كان يجب اغلاق مكاتب هذه المنظامت وتحويلها للقضاء الذي كانت أبوابه الخلفية متصلة بخرطوم يصل إلى باب طائرة، مشهد عجز الخبراء الاستراتيحيون على شرحه، لكن المهم أن الحماية مستمرة
واستوجبت الحماية أيضا أن يبدأ سباق الرئاسة حتى تسلّم الرئاسة لرئيس منتخب، وحتى يكون المشهد أكثر اثارة وجب ادخال الشخصيات التي توارت عن الأنظار إلى المسرح ثانية، نائب الرئيس السابق، ورئيس الحكومة السابق، وكله طبعا في سياق حماية الثورة، البعض يصيحون هؤلاء فلول يجب أن يعزلوا، والبعض الآخر لم يبال في مشهد لا يمكن وصفه الا بالصفقة، وفعلا حدث ما لم يكن في حسبان أحد، نتيجة لم يتوقعها أعتى المحللين والمتابعين: رئيس الحكومة السابق في الاعادة، لكن لا تخشوا فقد أكد المجلس على حمايته للثورة، وسيتضح ذلك بعد أيام في محاكمة القرن
يوم احتبست فيه الأنفاس، انتظرته أمهات الشهداء، يوم العدالة المنشودة، بدأت جلسة النطق بالحكم، وربما لأول مرت تضمن الحكم المكتوب بخط اليد كما قال القاضي مقدمة أطول من الحكم نفسه، المخلوع ووزير داخليته يحصلان على المؤبد ويحصل مساعدو الوزير وأبناء المخلوع على البراءة، حكم وصفه الجميع أنه سياسي لا يمت للقانون بصلة. تعالت الأصوات في المحكمة وخارجها: الشعب يريد تطهير القضاء، لكن جولة الاعادة على الأبواب، والرئاسة أهم من العدالة عند البعض، لكن للأمانة أحد المرشحين وعد بتشكيل لجنة تحقيق لاعادة محاسبة كل من أجرم
وقبيل الانتخابات ، وفي توقيت حساس وخطير، تحتبس الأنفاس مجدد لسماع الحكم في قضيتين مختلفتين، الأولى لتطبيق العزل على المرشح الرئاسي القادم من كنف النظام السابق، وآخر للبت في دستورية ثلث مجلس الشعب المنتخب من الشعب، وجاء الحكم صادما للدنيا كلها: مجلس الشعب باطل كله باطل ليس الثلث فقط، وعزل مرشح النظام السابق أيضا باطل، وهنا مهمة حماية الثورة استوجبت ، أن يتحول التشريع إلى المجلس العسكري وأن يعيّن لجنة في ديوان الرئاسة وأن يصدر اعلانا دستوريا مكمّلا يتماشى مع الظروف التي فرضها القانون، فالرئيس القادم لا سلطة له على الجيش، ولا يملك قرار الحرب، والدستور القادم ولجنته التأسيسة تخضعان لمعادلة متعددة الأطراف يصعب السيطرة عليها
وجاء هذا الاعلان الدستوري قبيل اعلان النتائج لتفسد فرحة كل من رغبوا في اسقاط مرشح النظام السابق، لكن للأمانة فقد أعلن المجلس العسكري أنه سيسلّم السلطة في آخر الشهر للرئيس المنتخب الكاملة صلاحياته الا مما انتقص منها في الاعلان الدستوري المكمّل في حفل سيقام بهذه المناسبة . وحينها سيزاح حمل حماية الثورة عن كاهل المجلس، الا اذا استدعت الظروف استمرار الحماية مدة أطول، حينها سيكون المجلس مضطرا للحماية مدة أطول الله أعلم كم ستمتد
ثورة 25 يناير شهد لها العالم كله أنها كانت أجمل وأرقى الثورات في التاريخ، فهذ الثورة السلمية قامت ضد عشرات السنين من الظلم وأحكام الطوارئ وسلطة جلادي النظام، وسرقة أموال الشعب وامتهان كرامته، هذه الثورة أيها المجلس لم تقم على شخص مبارك، بل على نظام عاث في مصر فسادا عشرات السنين، فلا تحموا الثورة من مبارك بل احموها من نظامه الذي أنتم أنفسكم أحد أركانه، فهل تستطيعون حماية الثورة منكم؟
اتركوا الثورة تحقق أهدافها ولا تقفوا عائقا في طريقها، فإن كنتم لا تستطيعون فخلوا عنكم واجب الحماية، لهذه الثورة شعب وللشعب رب يحميه