الجمعة، 15 يونيو 2012

14 يونيو يوم للذكرى وللنسيان

كان يوما طويلا، بأحداثه، بأنفاس احتبست، بعيون تطلعت في اتجاه واحد: محكمة دستورية عليا، أمامها قضيتان للبت. وجاءت ساعة النطق بالحكم، خلاصة القول، مجلس الشعب باطل وعزل شفيق باطل.


تسارع البعض لقبول الحكم بروح رياضية ذات طابع سياسي، والسياسة هنا خلاف الرياضة فالأولى فيها كثير من الرياء والثانية مواجهة.


ثم جاء مؤتمر اعلان النصر منطلقا على أنغام نشيد بلادي بلادي : وأعلن شفيق في خطاب بدا للجميع معدا سلفا أن الحكم ينهي زمن تصفية الحسابات، وقدّم سيلا من التعهدات، ثم أنهى منشدا بلادي بلادي... في مشهد من التكلّف الوطني الذي يصعب تصديقه.


ثم جاء مرشح الاخوان واعتلى  منصة  مايكروفونات وصاح غاضبا: القرار ظالم وسنرضى به وطريقنا في ضي الصناديق والشارع الطويل فكرني يا حبيبي بالموعد الجميل يوم السبت والأحد. انزلوا إلى الصناديق وسنموت دونها.


كان يوما للنسيان، حتى لا نذكر ظلم المحاكم، حتى لا نذكر مقولة اكتشف زيغها الجميع بأن المجلس العسكري حمى الثورة، حتى لا نذكر صلف شفيق، حتى لا نذكر تهافت بعض النخبة على قبول ما لا يقبل، حتى لا نذكر موقف الاخوان يديرون الخد تلو الخد ويلدغون من الجحر تلو الجحر، حتى لا نذكر حزن كل الشرفاء، وحنى لا نذكر حسرة أهالي الشهداء.


هذا كان يوم للذكرى: حتى لا ننسى أن أنصاف الحلول لن ترقى أبدا لتكون حلولا إلا عند أنصاف ثوار يرضون بأرباع الحلول ولا يحصلون على شيء في نهاية المطاف، يوم للذكرى حتى لا ننسى أن القرار الثوري لا يحتمل رعونة السياسة، يوم للذكرى حتى لا ننسى أن من يفرط في العدل ولو لحين سيشرب من كأس الظلم لوقت طويل، يوم للذكرى حتى لا ننسى أن على ثرى مصر سالت دماء في كل ميدان وشارع، سالت من أجل شعار واحد: عيش حرية كرامة اجتماعية فلا تنسوا.

هناك تعليق واحد: