الأحد، 2 نوفمبر 2014

طريق التحرير : وطن قومي للفلسطينيين

"إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة مقام قومي في فلسطين للشعب اليهودي"

بهذا الاستهلال قدّم بلفور وعد الخارجية البريطانية إلى اللورد روتشيلد لإقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين. وعملت الحكومة البريطانية على تنفيذ هذا الوعد وانتهى الأمر بقيام كيان مختلف عن كل دول العالم، يجمع بين مركبين مختلفين لمفهوم الدولة، الأول  ديني مستقدم من العصور البائدة، والثاني قومي مستحضر من العصر الحديث.

هذا المفهوم المركب للدولة انعكس  على طبيعة الصراع وتحوّل لعقدة استحال معها ايجاد أي نوع من الحلول، فلا الفلسطيني قادر على استعادة أرضه لأنها حق ديني لليهود يدعمهم في ذلك كثير من دول العالم، ولا اليهودي قادر على القضاء على الفلسطيني ولا قادر على .التمدد جغرافيا بسبب ديموغرافيته الدينية المحدودة

 ولانهاء قضيته و لمواجهة هذا البعد الديني، يتطلع الفلسطيني للبعد الإسلامي،   الذي لم يستطع أن يقدّم له أية حلول في ظل نظام عالم مكوّن من دول قومية تعيش تحت مظلمة هيئة أمم متحدة وتحتكم لمجلس أمن، .

وبالتالي فليس بمقدور المسلمين مساعدة الفلسطينيين، لأن المسلمين أنفسهم ليسوا إلا دولا قائمة على أسس قومية لكن تدين بالإسلام

1- إسرائيل كيان استعماري استيطاني، قائم على جزء كبير من أراضي فلسطين، تبلغ مساحته 20 ألف كم مربع وعدد سكانه اليهود  حسب احصاء 2013 أكثر من ستة ملايين نسمة
2- التركيبة السكانية في إسرائيل مكوّنة من يهود قادمين من عدة دول في العالم ومن أجناس مختلفة، وهي قائمة على فكرة: الوطن القومي لليهود

3- تستمد إسرائيل قوتها من الدعم اللا مشروط لفكرة الوطن القومي اليهود، التي ترسخت كمبدأ ديني عند كثير من ساسة العالم

4- لكن يهودية الدولة بقدر ما تمثل عامل دعم لهذه الدولة ، بقدر ما تمثل مشكلة لها، فالتعداد السكاني لهذه الدولة مرهون بعدد اليهود الذين يرغبون


5- في العيش داخل هذا الكيان، وعامل السكان وتعدادهم  يفرض على إسرائيل أساليب حياة وعلاقات مختلفة، وحتى مشاريع محدودة، فالطابع العسكري للكيان
6- هو نتيجة هذه الطبيعة الديموغرافية، وهذا أيضا سلاح ذو حدين، فبقدر ما  هو جيد بنظر البعض أن يكون الشعب مجيشا بقدر ما سيخلق مشاكل للمتذمرين
7- والمتدينين ولمن يرغبون في حياة أكثر مدنية وأكثر حرية وأمانا، ومن جهة أخرى محدودية عدد السكان يفرض على إسرائيل التفكير ألف مرة قبل الخوض في أي تجربة
8- عسكرية سواء كانت احتلالا أو حربا خاطفة أو متوسطة نسبيا مع أي طرف كان، كما يخشى هذا الكيان أية خسائر بشرية
9- وهذا ما يفرض على هذا الكيان السعي بكل الوسائل لإضعاف جيرانه، وابرام اتفاقيات سلام مع الجميع والعمل على ضمان بقاء الحال على ما هو عليه
10- في ظل هذا العجز البشري سيسعى الكيان الصهيوني بمساعدة الغرب على ابقاء من حوله أقل قوة وتنظيما، لكن قادرا على حفظ النظام والأمن
11- وهذه المعادلة ظلت هي العامل الرئيس في العلاقات العربية الإسرائيلية مع الصديق وغير الصديق
12- فكل الأنظمة تقريبا كانت قادرة  على ترسيخ المعادلة  (باستثناء حالة لبنان) وحتى عند اشتداد المقاومة في غزة، فضّل الكيان الانسحاب عن البقاء
13- وتعريض نفسه لهذا الاستنزاف البشري الذي يخشاه كثيرا، ليس فقط خوفا على الأنفس، وإنما على تأثيراته السلبية أيضا على الآخرين
14- علينا أن ندرك أنه علينا أن لا نخشى المحتل الضعيف، لكن علينا أن نسعى لنكون أقوى، وحينها سيكون ممكنا ليس فقط انهاء الاحتلال بل والصراع أيضا
15- الكيان الصهيوني يدرك ضعفه تماما وهو مستعد للعيش منكمشا بسلام، على أن ينتهي متناقصا بغير سلام، لكننا نحن من لا يدرك ذلك
16- ما الذي يجعل اليهودي يترك وطنه الأصلي ويقبل بالعيش في إسرائيل؟ أيهما أقوى الدافع الديني أم مستوى المعيشة المقدّم في هذا الكيان؟
17- في كلتا الحالتين الكيان الصهيوني مجبر لتقديم حياة كريمة لسكانه اليهود القادمين من كل أصقاع العالم، ومجبر على تغذية الدافع الديني أيضا
18- أي في حالة الراغبين في الحاية ذات الطبيعة المدنية اللادينية والكريمة سيفكرون في مغادرة هذا الكيان في حال اختلال هذا العامل  أو انخفاضه
19- ونفس الشيء مع العامل الديني، إن لم يستطع هذا الكيان توفير المبرر الديني للوجود في الدولة، سيتزعزع  إيمان المتدينين بضرورة البقاء
20- ما أردت قوله أن نقطة ضعف الكيان الصهيوني الرئيسية هي تركيبته السكانية لكننا وللأسف الشديد لا نعمل على استغلال هذا الضعف
21- تحرير فلسطين ليس مستحيلا، لكن علينا اعادة فهم المشكلة وتفكيكها ووضع الحلول

21- وعلى كل من تهمه القضية الفلسطينية وكل حريص على انهاء الصراع الذي يدفع ثمنه كل شعوب المنطقة بطريقة تعيد الحق كاملا لأصحابه، أن  نعمل على اعادة رسم محورالصراع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق