كتاب أحسن القصص للباحث ابن قرناس هو نتاج مجهود فكري رائع، وسيكون لبنة قوية لأعمال كثيرة سيقوم بها أصحاب العقول لإكتشاف المزيد من الحقائق الموجودة في طيّات القرآن العظيم.
الكتاب قسمان، القسم الأول يضع فيه الكاتب مجموعة من التصورات والنتائج التي توصّل إليها من خلال تدبّر آيات القرآن، فكان مقنعا في بعضها وغير مقنع في البعض الآخر، ولقد دونتُ بعض الملاحظات والانتقادات لهذه النتائج في الجزء الأخير من هذه التدوينة.
أما القسم الثاني وهو برأيي أهم ما قام به الباحث، وهو أمر فكرت فيه شخصيا أكثر من مرة وفي ضرورة تنفيذه لكني وبمجرد تخيّل صعوبة الأمر كان تتلاشى الفكرة، وها هو ابن قرناس يقوم بمجهود عظيم ورائع يتخطى به صعوبة الأمر من أجل إعادة ترتيب سور القرآن حسب نزولها، ثم اعتماد هذا الترتيب لإعادة صياغة تاريخ الإسلام في عهد الرسول صلى الله عليه وسلّم، وأعتقد أنه وفق إلى حد ما في ذلك.
ودون الانتقاص من هذا العمل الرائع أسجل بعض الملاحظات والانتقادات لما توصلّ إليه الكاتب وأوجز بعضها فيما يلي:
1- فرضية أن القرآن نزل على شكل سور هي فكرة منطقية ويقبلها العقل ولطالما اعتقدت أن القرآن كان ينزل على شكل بيانات رسيمة تماما كما تفعل وزارات الشؤون الخارجية أو مكاتب الرؤساء والملوك في أيامنا عند إصدار بينات رسمية تجاه أحداث معينة، لكن افتراض أن لهذه القاعدة استثناء في سورة المزمّل هو ضرب للفرضية بأكملها.
2- إن كانت بنات النبي صغيرات لما نزلت سورة الأحزاب في المدينة كما يذكر الكاتب في الصفحة 160، فلماذا أُمِر الرسول أن يقول لهن بأن يدنين عليهن من جلابيبهن كما ورد في الآية: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59) الأحزاب"؟ وهل على صغيرات دون الخامسة أن يلتزمن بهذا الأمر؟ وهل سيحاسبن إن خالفنه؟
3- يقول الله تعالى: "قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69)"( الأنبياء)، وكما ذكر القرآن: "إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82)" (يس)، والأمر هنا كان للنار فلماذا يقول الكاتب أن إبراهيم لم يلق في النار؟
الكتاب قسمان، القسم الأول يضع فيه الكاتب مجموعة من التصورات والنتائج التي توصّل إليها من خلال تدبّر آيات القرآن، فكان مقنعا في بعضها وغير مقنع في البعض الآخر، ولقد دونتُ بعض الملاحظات والانتقادات لهذه النتائج في الجزء الأخير من هذه التدوينة.
أما القسم الثاني وهو برأيي أهم ما قام به الباحث، وهو أمر فكرت فيه شخصيا أكثر من مرة وفي ضرورة تنفيذه لكني وبمجرد تخيّل صعوبة الأمر كان تتلاشى الفكرة، وها هو ابن قرناس يقوم بمجهود عظيم ورائع يتخطى به صعوبة الأمر من أجل إعادة ترتيب سور القرآن حسب نزولها، ثم اعتماد هذا الترتيب لإعادة صياغة تاريخ الإسلام في عهد الرسول صلى الله عليه وسلّم، وأعتقد أنه وفق إلى حد ما في ذلك.
ودون الانتقاص من هذا العمل الرائع أسجل بعض الملاحظات والانتقادات لما توصلّ إليه الكاتب وأوجز بعضها فيما يلي:
1- فرضية أن القرآن نزل على شكل سور هي فكرة منطقية ويقبلها العقل ولطالما اعتقدت أن القرآن كان ينزل على شكل بيانات رسيمة تماما كما تفعل وزارات الشؤون الخارجية أو مكاتب الرؤساء والملوك في أيامنا عند إصدار بينات رسمية تجاه أحداث معينة، لكن افتراض أن لهذه القاعدة استثناء في سورة المزمّل هو ضرب للفرضية بأكملها.
2- إن كانت بنات النبي صغيرات لما نزلت سورة الأحزاب في المدينة كما يذكر الكاتب في الصفحة 160، فلماذا أُمِر الرسول أن يقول لهن بأن يدنين عليهن من جلابيبهن كما ورد في الآية: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59) الأحزاب"؟ وهل على صغيرات دون الخامسة أن يلتزمن بهذا الأمر؟ وهل سيحاسبن إن خالفنه؟
3- يقول الله تعالى: "قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69)"( الأنبياء)، وكما ذكر القرآن: "إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82)" (يس)، والأمر هنا كان للنار فلماذا يقول الكاتب أن إبراهيم لم يلق في النار؟
4- اليَمُّ البحرُ الذي لا يُدْرَكُ قَعْرُه ولا شَطَّاه (لسان العرب) ، ولست أدري لماذا افترض الكاتب أن اليمّ هو الوادي، وقد ذكر اليمّ في القرآن في عدة مواضع، وهو اليم الذي غرق فيه فرعون، وهو اليم الذي قذفت فيه أم موسى التابوت الذي قذفت فيعه ابنها موسى، وهو اليمّ الذي نُسف فيه العجل الذي صنعه السامري.
5- "مُشرِقين" التي اعتمد عليها الكاتب كثيرا وبنى عليها فرضايته حول الأراضي التي حدثت فيها قصص القرآن هي بمعنى مصبحين أي خرجوا عند شروق الشمس، وليس مُشرّقين بمعنى متجهين نحو الشرق، وهذا ينسف كل ما يعتقده بخصوص منطقة رنيه التي يعتقد أنها مصر.
6- مصر كانت مملكة في عهد يوسف ومن رأى في منامه سبع بقرات حسب سورة يوسف هو الملك:"وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43) (يوسف) "، أوافق الكاتب الرأي حول إمكانية أن تكون هذه المملكة صغيرة لكنها ليست بالصغر الذي ذهب إليه الكاتب وأنها ليست سوى قرية مكونة من مدائن.
7- ذهب الكاتب إلى نفس ما ذهب إليه كثير من المفسرين في أن شيخ مدين ليس صاحب الماء، في حين أن الآية واضحة وتقول "وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23)(القصص)"، فالامرأتان تذودان أي تدفعان الناس عن الماء ولما سألهما موسى عن خطبهما في دفع الناس عن الماء، ردتا بأنهما لن تسقيا الناس الماء حتى يبتعد الرعاة الذين يريدون أخذ الماء بدون مقابل وهن وحيدات وأبوهن شيخ كبير، فسقى لهما واستخدم قوته في تنظيم السقاية وكان أمينا في دفع المال لهما. (للمزيد أرجو العودة لتدوينة كتبتها عن هذه القصة http://el3a2elzineh.blogspot.com/2013/04/blog-post_3655.html )
8- الطور ذكر في القرآن عدة مرات، من بينها طور سنين ومرة بجانب وادي طوى، ومرات عديدة في قصة موسى وليست بالضرورة تعود لنفس الطور كما يعتقد الكاتب.
9- لقد كان موسى ومن معه قرب اليمّ لما نسف العجل وليس في مكان بعيد عنه في وادي طوى كما قال في (الصفحة253) والقرآن واضح في ذلك: "قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97)" (طه)
10- حول الباب الذي دخله بنو إسرائيل وقالوا حطة، يقول الله تعالى في القرآن: "وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ(161) (الأعراف)"ويقول أيضا: "وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) (البقرة)" فهل ذكر التاريخ أنه كان لمكة باب؟
11- لم يذكر القرآن أبدا أن مريم كانت في مصر، فعلى ماذا اعتمد الكاتب في هذا الاستنتاج؟
12- الاستنتاج الذي وصل إليه الكاتب في أن عيسى كان بعد موسى مباشرة هواستنتاج منطقي ويمكن إثباته من القرآن بل ويمكن إثبات أكثرمن ذلك، وكان على الكاتب أخذه بعين الاعتبار:
- مريم ابنة امرأة عمران وأخت هارون وخالها زكريا
- هارون ابن أم موسى وقد أرسله الله معه بعد انقضاء المدة التي اتفق عليها مع شيخ مدين
- حسب ترتيب من أوحي لهم في القرآن فقد أوحي إلى عيسى قبل هارون: "إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (163) (النساء)" وهذا يعني أن المرة الأولى التي أوحي لعيسى فيها وهو صبي كانت قبل أن يوحي إلى هارون ويبعث نبيا.
- وانفرد عيسى بصفة في القرآن وهي أن التوراة بين يديه: "وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6) (الصف)" ومبشرا بنبي بعده إسمه أحمد.
13- يقول الكاتب أن الرسول الذي بشر به عيسى واسمه أحمد ليس الرسول محمد، فهل بكة ليست مكة أيضا؟
14- الكاتب يكرر أن بني إسرائيل قد غادروا الجزيرة، فعلى ماذا اعتمد في هذا الاعتقاد؟ فهل هناك مثلا ما يثبت تاريخيا أن بني قينقاع قد خرجوا من الجزيرة العربية، أم أنهم لا زالوا فيها؟
15- فيما يخص موقع مصر فقد افترض الكاتب أنها تقع جنوب شرق مكة في محافظة رنيه حاليا في حين أنه عندما ذكر الأحقاف في الصفحة 308 قال أنها تقع شرق سبأ وشمال حضرموت، وبالعودة للقرآن ففي سورة غافر "وَقَالَ الَّذِي آَمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ (30) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ (31) وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ (32) يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33) وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ (34) " وكأنما يتحدث عن أماكن متجاورة.
16- يقول الكاتب في الصفحة 494 أن الرسول لم يصلّ إلا لقبلة واحدة، بينما كان أهل يثرب يصلون لقبلة أخرى، في حين أن النص القرآني يشير إلى غير ذلك في سورة البقرة حيث يقول الله سبحانه وتعالى: "سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143) قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144) "، أي أن في سورة البقرة أمر باتخاذ المسجد الحرام قبلة، وأن التغيير من القبلة التي كان عليها إلى القبلة الجديدة هو امتحان لمعرفة من يتبع الرسول ممن ينقلب ولا نعلم ما كانت القبلة قبلهُ، لكن في الآية 145: " وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آَيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ" وفي هذه الآية إشارة واضحة إلى أن قبلة النبي الجديدة إلى المسجد الحرام تختلف عن قبلة الذين أوتوا الكتاب، وأنهم هم أيضا مختلفون فلا يتبعون قبلة بعض، وهذا تأكيد على وجود أكثر من قبلة غير المسجد الحرام.
17- يفترض الكاتب طرد إسماعيل لأخيه إسحق من مكة، في حين أن القرآن لا يشير إلى ذلك من قريب أو بعيد بل على العكس من ذلك، يذكر القرآن أن إبراهيم وصى بنيه بأن لا يموتوا إلا مسلمين "وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132)" وكذلك وصى يعقوب بنيه بأن يعبدوا إله إبراهيم وإسماعيل: "أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133)" ولا ذكر لأية ضغائن هنا وربما تكون مغادرة إسحق أو يعقوب مكة إلى البادية المجاورة لمصر هو إرسال لأهل تلك المنطقة للدعوة لدين الله وليس لعداوة نشبت بين أبناء إبراهيم.
للمتابعة
على تويتر: https://twitter.com/Safwat_Safi
على الفيسبوك: https://www.facebook.com/safwat.safi
على جوجل +: https://plus.google.com/u/0/114044892980825575911/posts
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق