بسم الله الرحمن الرحيم
في هذه التدوينة سأقوم بمحاولة لضبط المواضع التي حدثت فيها أحداث في قصة سيدنا موسى حسب ما وردت في القرآن.
هذه المواضع مبنية على اجتهاد عقلي مبني على تحليل لآيات القرآن ، وبحث عن مواضع جغرافية هي الأقرب والأكثر قبولا لتكون مسرحا لهذه الأحداث بمساعدة الخرائط الموجودة، وما ترسب من قراءة عدد من الكتب تتحث كلها في هذا الموضوع.
هذه الكتب حاولت ضبط هذه الأماكن في مناطق مختلفة، وحسب رأيي أصابت في بعض ما راحت إليه ولم تصب في غيره.
هنا سأكتب ما أقتنع به شخصيا، وقد أصيب وقد أخطئ، مرجعي الأساس في هذه التدوينة هو القرآن، وسأقوم بتحديثها من وقت للآخر.
هذه الكتب حاولت ضبط هذه الأماكن في مناطق مختلفة، وحسب رأيي أصابت في بعض ما راحت إليه ولم تصب في غيره.
هنا سأكتب ما أقتنع به شخصيا، وقد أصيب وقد أخطئ، مرجعي الأساس في هذه التدوينة هو القرآن، وسأقوم بتحديثها من وقت للآخر.
1- ماء مدين: "وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ" (القصص 23)
أكثر مكان مرشح ليكون هذا المكان هو شلال بني مطرالواقع على احدى تلال جبل النبي شعيب جنوب غربي صنعاء (أعلى جبل ارتفاعا في الجزيرة العربية وبلاد الشام)، وهو مكان كثير الماء
شلال بني مطر، مصدر الصورة: http://alahale.net/uploads/site_images/shalal-20120907-205716.jpg |
وسبب اختيار المكان هو ارتباطه بالنبي شعيب عليه السلام الذي بعثه الله إلى مدين.
2- الشجرة: "فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ" (القصص 30)
الشجرة الوحيدة التي يمكن أن تكون هذه الشجرة، هي شجرة الغريب العملاقة التي تعتبر أعجوبة من عجائب هذا الزمن إذ لايوجد مثيل لها في العالم، هذه الشجرة يزيد عمرها حسب الخبراء عن ألفي سنة ويبلغ محيطها 35 مترا ويصل ارتفاعها لـ16 مترا وتقع مقابل جبلي جمدان وسمدان غير بعيد عن جبل صبر الشهير وتقع على بعد 50 كم جنوب مدينة تعز.
شجرة الغريب، المصدر: http://mw2.google.com/mw-panoramio/photos/medium/61097501.jpg |
جذع شجرة الغريب، المصدر: http://bit.ly/117XhSr |
3- مجمع البحرين: "وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا" (الكهف 60)
وهو المكان الذي التقى فيه سيدنا موسى بالرجل الصالح.
لا أعتقد أن هناك مكانا أنسب لهذا الوصف من باب المندب الذي يصل البحر الأحمر بخليج عدن.
لكن هناك أيضا مكان آخر يحتمل هذه الصفة، هو مدينة عدن، بخلجانها والصخرة الشهيرة فيها: "قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا" (الكهف 63)
المكان الوارد في الصورة السابقة من منطقة عدن، هو أكثر مكان في العالم يمكن أن تنطبق عليه أيضا حادثتان مهمتان في حياة نبي الله موسى عليه السلام وهما:
4- المكان الذي قذفت فيه أم موسى ابنها في التابوت الذي قذفته في اليم الذي ألقاه إلى الساحل، كما ورد في الآية: "أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِ" (طه 39)، فقط تأملوا الخلجان في الصورةالمكبّرة وتخيلوا وجود قصر عدو موسى على ساحل أحد هذه الخلجان. لنشاهدة المكان بتفاصيل أكثر أنصح باستخدام خرائط جوجل أو جوجل إيرث.
5- وهو أيضا أكثر مكان يمكن أن يجاوز موسى ومن معه من رجال ونساء وشيوخ وأطفال من بني اسرائيل وفرعون وجنوده من ورائهم، فيستطيعون العبور إلى بر آخر، ضمن مسافة قصيرة لا يستطيع فيها جيش سريع اللحاق بقوم راحلين يسيرون ببطؤ، وهي أيضا يجب أن تكون نقطة غير بعيدة عن مقر سكناهم، تمام كما بيّنت فيي النقطة السابقة، بوصفه مكان القذف في اليمّ، وكما ورد في القرآن:
"وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ"(يونس 90)
وفي الآية 137 من سورة الأعراف يقول الله تعالى: "
إن شاء الله سأخصص تدوينة خاصة بقصة العبور.
وهو المكان الذي التقى فيه سيدنا موسى بالرجل الصالح.
لا أعتقد أن هناك مكانا أنسب لهذا الوصف من باب المندب الذي يصل البحر الأحمر بخليج عدن.
مضيق باب المندب، المصدر http://up.qloob.com/upfiles/JCZ93274.jpg |
لكن هناك أيضا مكان آخر يحتمل هذه الصفة، هو مدينة عدن، بخلجانها والصخرة الشهيرة فيها: "قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا" (الكهف 63)
صخرة خرطوم الفيل، المصدر: http://mw2.google.com/mw-panoramio/photos/medium/37299863.jpg |
عدن، حيث توجد صخرة الخرطوم، المصدر: جوجل ايرث |
4- المكان الذي قذفت فيه أم موسى ابنها في التابوت الذي قذفته في اليم الذي ألقاه إلى الساحل، كما ورد في الآية: "أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِ" (طه 39)، فقط تأملوا الخلجان في الصورةالمكبّرة وتخيلوا وجود قصر عدو موسى على ساحل أحد هذه الخلجان. لنشاهدة المكان بتفاصيل أكثر أنصح باستخدام خرائط جوجل أو جوجل إيرث.
5- وهو أيضا أكثر مكان يمكن أن يجاوز موسى ومن معه من رجال ونساء وشيوخ وأطفال من بني اسرائيل وفرعون وجنوده من ورائهم، فيستطيعون العبور إلى بر آخر، ضمن مسافة قصيرة لا يستطيع فيها جيش سريع اللحاق بقوم راحلين يسيرون ببطؤ، وهي أيضا يجب أن تكون نقطة غير بعيدة عن مقر سكناهم، تمام كما بيّنت فيي النقطة السابقة، بوصفه مكان القذف في اليمّ، وكما ورد في القرآن:
"وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ"(يونس 90)
مواقع المواضع المذكورة |
وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ" أي أنه بعد حادثة العبور أورث الله بني اسرائيل الذين كانوا ويستضعفون مشارق الأرض وهي حسب فرضية هذه التدوينة هي المناطق الشرقية من اليمن أي ما هو شرق عدن ابتداء بأبين، وصولا إلى حضرموت، وشرق اليمن بشكل عام، ومغارب الأرض التي بارك الله فيها وهي غرب عدن ومن أهمها إب وتعز وصنعاء (غرب اليمن بشكل عام، وهي مناطق جبلية ساحرة الجمال) |
إن شاء الله سأخصص تدوينة خاصة بقصة العبور.
والله أعلم
ملاحظة: هذه التدوينة ستكون محل تحديث وتعديل في كل مرة تكون المعلومة فيها أكثر اقناعا، وكل الاقتراحات مرحب بها.
للمتابعة
على تويتر: https://twitter.com/Safwat_Safi
على الفيسبوك: https://www.facebook.com/safwat.safi
على جوجل +: https://plus.google.com/u/0/114044892980825575911/posts
للمتابعة
على تويتر: https://twitter.com/Safwat_Safi
على الفيسبوك: https://www.facebook.com/safwat.safi
على جوجل +: https://plus.google.com/u/0/114044892980825575911/posts
تدوينة جميلة ومقنعة وبها نقاط تستحق النظر والتحقق ولكن اين مكة من هذه الرواية واين الرفات ومن اين العبور.
ردحذفأعتقد ان قصة الخضر مع موسى ومكان التقائهما عند باب المندب منطقية جدا
جهد مشكور ومثمر ان شاء الله
ماذا تقصد بالرفات؟
حذفبالنسبة العبور فيحتمل المكان عند عدن عدة احتمالات، السؤال يبقى هو هل عبروا من الشرق إلى الغرب أم العكس، سأحاول التوصل إلى إجابة منطقية قريبا إن شاء الله.
فقط كبّر الخريطة عند عدن وستفهم قصدي، تأمل جيدا، المكان به ثلاث تجويفات بحرية وبها موانئ، الأيمن والأيسر أقل عمقا من الأوسط ونقاط اتصال الأيمن والأوسط أماكن ضيقة، والأوسط مفتوح على خليج عدن بشكل أكبر، والصخرة التي أشرت لها توجد على مسافة من التقاء التجويف الشرقي (الأيمن) مع التجويف الأوسط، ولا تنس أن هذا المكان مناسب ليكون مرفأً ومناسب لقصص السفينة والفلك التي وردت في القرآن.
علاقة سيدنا موسى بمكة في القرآن حاول البعض ربطها بوادي طوى، لكن أغلب ألآيات تتحدث عن الجانب الأيمن للطور، وسأحاول التفصيل في الأمر من الآيات في المرات القادمة.
باعتقادي أن علاقة موسى بمكة والحج إن حصلت (وغالبا قد حدث ذلك) إنما حصل في فترة تواجده في مديَن لقضاء الثماني حجج (http://bit.ly/111Kqmp ارجو مشاهدة هذه التدوينة عن نفس الموضوع)
قصدت نهر الفرات
ردحذفافتح هذا الرابط لصورة خريطة من خريطة بطليموس التي وضعت قبل أكثر من ألفي سنة للمنطقة:
حذفhttp://bit.ly/13dl6LF
في الخريطة يوجد معلمان مهمان اختفيا في وقتنا:
1- الوادي أو النهر الذي ينبع من جنوب مكة ويصب في الخليج عند الكويت،
2- الوادي أو النهر الذي يقع شرق حضرموت
أحترم محاولتك العقلية لربط هذه الأحداث و الآثار بأماكن غير فلسطين،، ولكن هذه المحاولة ضعيفة جدا جدا،، خصوصا بالنسبة لنا كمسلمين كونها غير مدعمة بأي أدلة شرعية صحيحية و قوية،
ردحذفبكل الأحوال لن أتحدث إلا عن النقطة الأخيرة في السرد،، و هي إدعائك أن الأرض التي بارك الله عز وجل فيها، هي أرض اليمن (أو في اليمن) و هذا مناف تماااما لكل ماإتفق عليه الصحابة و علماء السلف و التابعين و كل من تبعهم إلى هذا اليوم،، و هذا النفي خطيير جدا جدا، كونه ينسف مبحثا كبيرا لدى علماء المسلمين،،،
أرجو منك قراءة الرابط التالي،، http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=212954
إذا أردت إختصار الوقت إقرأ قسم فضائل الشام في القرآن الكريم،،،
إحترامي
شكرا لمرورك ونقدك.
حذفالقرآن كما وصفه الله سبحانه وتعالى: "كتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ" ، ولا أعتقد أن التدبّر والتذكر انحصر في الأولين وانقطع بانقطاعهم.
ويقول الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله: "إِنَّ هَـذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ اللّهُ وَإِنَّ اللّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"
أنا أعتقد أنه علينا تدبّر القصص الحق من من كتاب الله الذي لا يحتمل كلامه الخطأ أو الاختلاف ، وهذه الصفة من الكمال ينفرد بها كلام الله ولا تصح لكلام أي مخلوق مهما كان عقله ومنطقه وكلامه.
وقراءة القرآن يجب أن تكون بتجرّد ودون التأثر بأي مرويات أخرى خصوصا وإن كانت تتطابق مع الإسرائيليات دون أن يكون هناك أي سند قوي يدعمها قرآنيا.
سأقوم في التدوينات القادمة إن شاء الله بتحليل ما أستطيع من قصص القرآن اعتمادا على النص القرآني وحده وبتوظيف العقل والمنطق، وسأقدّم أمثلة وأدلة منطقية وعلمية على ذلك، وعلى من أراد الاعتراض أو النقد أن يقدم البديل العلمي والمنطقي والمثال على كلامه.
هذا اجتهاد مني لوجه الله تعالى، وأسأل الله التوفيق واعلم أن كل اجتهاد بشري معرّض للخطأ أوالصواب وللنقد أو الاطراء، وأهلا بكل نقد علمي مبني على العقل والتدبّر.
كل الاحترام
رائع جداً ماقمتم به ومجهود تستحقون عليه كل الثناء والشكر ، أنا من أبناء مدينة عدن الحبيبة ولا أعلم عن هذة المعلومات إلّا من خلالكم ، جزاكم الله خيرآ
ردحذف